وعن تفسير الثعلبي ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفقيه قال : حدثنا عبد الله بن أحمد الشعراني قال : أخبرنا أبو علي أحمد بن علي بن رزين قال : حدثنا المظفر بن الحسن الأنصاري قال : حدثنا السري بن علي الوراق قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الجماني عن قيس بن الربيع عن الأعمش ، عن عباية بن الربعي قال : حدثنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه ـ وهو جالس بشفير زمزم يقول قال : رسول الله : إذ أقبل رجل معتم بعمامة ـ فجعل ابن عباس لا يقول : قال رسول الله ـ إلا وقال الرجل : قال رسول الله.
فقال له ابن عباس : سألتك بالله من أنت؟ قال : فكشف العمامة عن وجهه وقال : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ـ ومن لم يعرفني ـ فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري ـ سمعت رسول الله بهاتين وإلا فصمتا ـ ورأيته بهاتين وإلا فعميتا يقول : علي قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله.
أما إني صليت مع رسول الله يوما من الأيام صلاة الظهر ـ فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ـ فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله ـ فلم يعطني أحد شيئا ، وكان علي راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى ، وكان يتختم فيها فأقبل السائل ـ حتى أخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بعين النبي صلىاللهعليهوآله ـ فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء ـ وقال : اللهم موسى سألك فقال : رب اشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي ، اشدد به أزري ، وأشركه في أمري. فأنزلت عليه قرآنا ناطقا : سنشد عضدك بأخيك ، ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا.
اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك ، اللهم واشرح لي صدري ويسر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ظهري.
قال أبو ذر : فما استتم رسول الله صلىاللهعليهوآله الكلمة ـ حتى نزل عليه جبرئيل من عند الله تعالى ـ فقال : يا محمد اقرأ قال : وما أقرأ ـ قال : قال : اقرأ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ـ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).
وعن الجمع بين الصحاح الستة ، لزرين من الجزء الثالث في تفسير سورة المائدة