روايات العلماء ـ في ذلك لأمير المؤمنين عليهالسلام : أنه تصدق بخاتمه وهو راكع فشكر الله ذلك له ، وأنزل الآية فيه. ثم وجدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة : « من كنت مولاه فعلي مولاه ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » وقوله : (ص) « علي يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وهو خليفتي عليكم بعدي » وقوله صلىاللهعليهوآله حين استخلفه على المدينة ـ فقال : يا رسول الله : أتخلفني على النساء والصبيان؟ فقال صلىاللهعليهوآله : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ـ إلا أنه لا نبي بعدي؟.
فعلمنا أن الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار ، وتحقيق هذه الشواهد فيلزم الأمة الإقرار بها ـ إذا كانت هذه الأخبار وافقت القرآن ـ فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب الله ، ووجدنا كتاب الله موافقا لهذه الأخبار ، وعليها دليلا كان الاقتداء فرضا ـ لا يتعداه إلا أهل العناد والفساد.
وفي الإحتجاج ، في حديث عن أمير المؤمنين عليهالسلام : قال المنافقون لرسول الله صلىاللهعليهوآله : هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض علينا شيء آخر ـ يفترضه فتذكر فتسكن أنفسنا إلى أنه لم يبق غيره؟ فأنزل الله في ذلك : « قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ » ـ يعني الولاية فأنزل الله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ـ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) » ، وليس بين الأمة خلاف أنه لم يؤت الزكاة ـ يومئذ وهو راكع غير رجل واحد ، الحديث.
وفي الاختصاص ، للمفيد عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن القاسم بن محمد الجوهري ، عن الحسن بن أبي العلاء قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : الأوصياء طاعتهم مفترضة؟ فقال : نعم ، هم الذين قال الله : « أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » ـ وهم الذين قال الله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ـ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ».
أقول : ورواه في الكافي ، عن الحسين بن أبي العلاء عنه عليهالسلام ، وروي ما في معناه عن أحمد بن عيسى عنه عليهالسلام.
وإسناد نزول ما نزل في علي عليهالسلام إلى جميع الأئمة عليهمالسلام لكونهم أهل بيت واحد ، وأمرهم واحد.