وفي مجالس الشيخ ، بإسناده إلى أبي ذر : في حديث مناشدة أمير المؤمنين عليهالسلام عثمان والزبير ـ وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص ـ يوم الشورى واحتجاجه عليهم ـ بما فيه من النصوص من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والكل منهم يصدقه عليهالسلام فيما يقوله فكان مما ذكره عليهالسلام : فهل فيكم أحد آتى الزكاة وهو راكع فنزلت فيه : « إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ـ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ » ـ غيري؟ قالوا : لا.
وفي الإحتجاج ، في رسالة أبي الحسن الثالث علي بن محمد الهادي عليهالسلام إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض :
قال عليهالسلام : اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك : أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها ـ فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون ، وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون لقول النبي صلىاللهعليهوآله : « لا تجتمع أمتي على ضلالة » ، فأخبر عليهالسلام : أن ما اجتمعت عليه الأمة ـ ولم يخالف بعضها بعضا هو الحق ، فهذا معنى الحديث لا ما تأوله الجاهلون ، ولا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب ، واتباع أحكام الأحاديث المزورة ، والروايات المزخرفة ، واتباع الأهواء المردئة المهلكة التي تخالف نص الكتاب ، وتحقيق الآيات الواضحات النيرات ، ونحن نسأل الله أن يوفقنا للصلاة ، ويهدينا إلى الرشاد.
ثم قال عليهالسلام : فإذا شهد الكتاب بصدق خبر ـ وتحقيقه فأنكرته طائفة من الأمة ـ عارضته بحديث من هذه الأحاديث المزورة ، فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب ضلالا ، وأصح خبر مما عرف تحقيقه من الكتاب ـ مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي. ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ـ وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » واللفظة الأخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله صلىاللهعليهوآله : « إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ».
وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله ـ مثل قوله : « إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ـ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ». ثم اتفقت