كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) » : البقرة : ٢٥٥ وقد تقدم رواية عبد الأعلى مولى آل سام عن الصادق عليهالسلام وغيره من الروايات في هذا المعنى.
وعلى هذا فمعنى قولهم : « (لا عِلْمَ لَنا) بسواك (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) » على تفسيره عليهالسلام أنه لا علم لنا بشيء من دونك وإنما نعلم ما نعلم من جهة علمنا بك لأن العلم كله لك وإذا كان كذلك فأنت أعلم به منا لأن الذي نعلمه من شيء هو علمك الذي أحطنا بشيء منه بمشيئتك ورزقك.
وعلى هذا يتجلى معنى آخر لقوله : « إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ » هو أرفع منالا مما تقدم من المعنى ، وهو أن كل شيء من الخليقة لما كان منفصل الوجود عن غيره كان في غيب منه لما أن وجوده محدود مقدر لا يحيط إلا بما شاء الله أن يحيط به ، والله سبحانه هو المحيط بكل شيء ، العالم بكل غيب لا يعلم شيء شيئا إلا من جهته تعالى وتقدس عن كل نقص.
وعلى هذا فتقسيم الأمور إلى غيب وشهادة تقسيم بالحقيقة إلى غيب شاء الله إحاطتنا به وغيب مستور عنا ، وربما تؤيد هذا المعنى بظاهر قوله تعالى : « عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ، إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ » : الجن : ٢٧ بالنظر إلى ما تفيده إضافة الغيب إلى الضمير ، وعليك بإجادة التأمل في هذا المقام.
وفي تفسير العياشي ، عن يزيد الكناسي عن أبي جعفر عليهالسلام : في قوله تعالى : « (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ) ، الآية » قال : يقول : ما ذا أجبتم في أوصيائكم الذين خلفتم على أمتكم؟ قال : فيقولون : لا علم لنا بما فعلوا من بعدنا.
أقول : ورواه القمي في تفسيره عن محمد بن مسلم عنه (ع).
وفي الكافي ، عن يزيد عن أبي عبد الله عليهالسلام ما في معناه ، وهو من الجري أو من قبيل الباطن.
(إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى