فاجتمع الناس ـ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : من أولى بكم من أنفسكم؟ فجهروا فقالوا : الله ورسوله ـ ثم قال لهم الثانية ، فقالوا : الله ورسوله ، ثم قال لهم الثالثة ، فقالوا : الله ورسوله.
فأخذ بيد علي عليهالسلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ـ فإنه مني وأنا منه ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
وفيه ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لما أنزل الله على نبيه صلىاللهعليهوآله : « يا أَيُّهَا الرَّسُولُ ـ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ـ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ » ـ قال : فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيد علي عليهالسلام فقال : يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ـ ممن كان من قبلي ـ إلا وقد عمر ثم دعاه فأجابه ، وأوشك أن أدعى فأجيب ، وأنا مسئول وأنتم مسئولون فما أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت ونصحت ـ وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل ما جزى المرسلين ، فقال : اللهم اشهد.
ثم قال : يا معشر المسلمين ليبلغ الشاهد الغائب ـ أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي ، ألا إن ولاية على ولايتي عهدا عهده إلي ربي ـ وأمرني أن أبلغكموه ، ثم قال : هل سمعتم؟ ـ ثلاث مرات يقولها ـ فقال قائل : قد سمعنا يا رسول الله.
وفي البصائر ، بإسناده عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليهالسلام : في قوله : « يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ » ـ قال : هي الولاية.
أقول : وروى نزول الآية في أمر الولاية وقصة الغدير معه الكليني في الكافي ، بإسناده ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في حديث طويل ، وروى هذا المعنى الصدوق في المعاني ، بإسناده عن محمد بن الفيض بن المختار ، عن أبيه عن أبي جعفر عليهالسلام في حديث طويل ، ورواه العياشي أيضا عن أبي الجارود في حديث طويل ، وبإسناده عن عمرو بن يزيد عن أبي عبد الله عليهالسلام مختصرا.
وعن تفسير الثعلبي ، قال : قال جعفر بن محمد : معنى قوله : « يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ » ـ في فضل علي ، ، فلما نزلت هذه أخذ النبي صلىاللهعليهوآله بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه