وعنه ، بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : في هذه الآية قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، أمر الله النبي صلىاللهعليهوآله أن يبلغ فيه فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ـ اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.
وفي تفسير البرهان ، عن إبراهيم الثقفي بإسناده عن الخدري ، وبريدة الأسلمي ومحمد بن علي : نزلت يوم الغدير في علي.
ومن تفسير الثعلبي ، في معنى الآية قال : قال أبو جعفر محمد بن علي : معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي.
وفي تفسير المنار ، عن تفسير الثعلبي : أن هذا القول من النبي صلىاللهعليهوآله في موالاة علي شاع ـ وطار في البلاد فبلغ الحارث بن النعمان الفهري ـ فأتى النبي صلىاللهعليهوآله على ناقته ، وكان بالأبطح فنزل وعقل ناقته ، وقال للنبي صلىاللهعليهوآله ـ وهو في ملإ من أصحابه ـ يا : محمد أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله ـ وأنك رسول الله ؛ فقبلنا منك ـ ثم ذكر سائر أركان الإسلام ـ ثم لم ترض بهذا حتى مددت بضبعي ابن عمك ، وفضلته علينا ، وقلت : « من كنت مولاه فعلي مولاه » فهذا منك أم من الله؟ فقال صلىاللهعليهوآله : والله الذي لا إله إلا هو هو أمر الله ، فولى الحارث يريد راحلته ، وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ـ فأمطر علينا حجارة من السماء ـ أو ائتنا بعذاب أليم.
فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله بحجر ـ فسقط على هامته وخرج من دبره ، وأنزل الله تعالى : « سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ـ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ » الحديث.
أقول : قال في المنار بعد نقل هذا الحديث ما لفظه : وهذه الرواية موضوعة ، وسورة المعارج هذه مكية ، وما حكاه الله من قول بعض كفار قريش : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ) كان تذكيرا بقول قالوه قبل الهجرة ، وهذا التذكير في سورة الأنفال ، وقد نزلت بعد غزوة بدر قبل نزول المائدة ببضع سنين ، وظاهر الرواية أن الحارث بن النعمان هذا كان مسلما فارتد ولم يعرف في الصحابة ، والأبطح بمكة والنبي صلىاللهعليهوآله لم يرجع من غدير خم إلى مكة بل نزل فيه منصرفة من حجة الوداع إلى المدينة ، انتهى.
وأنت ترى ما في كلامه من التحكم : أما قوله : [ إن الرواية موضوعة ، وسورة