المؤمن إلا مؤمنا ولا الكافر إلا كافرا.
وفيه عن ابن سنان عن الصادق عليه السلام قال : سألته عن أول ما خلق الله فقال : إن أول ما خلق الله عز وجل ما خلق منه كل شئ. قلت : جعلت فداك ما هو؟ قال : الماء.
قال : إن الله تبارك وتعالى خلق الماء بحرين أحدهما عذب ، والآخر ملح ، فلما خلقهما نظر إلى العذب فقال يا بحر فقال : لبيك وسعديك. قال : فيك بركتي ورحمتي ومنك أخلق أهل طاعتي وجنتي ، ثم نظر إلى الآخر فقال : يا بحر ، فلم يجب فأعاد ثلاث مرات : يا بحر ، فلم يجب فقال : عليك لعنتي ومنك أخلق أهل معصيتي ومن أسكنته ناري ثم أمرهما أن يمتزجا فامتزجا.
قال : فمن ثم يخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن.
وفي تفسير العياشي عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابه عنه عليه السلام قال : إن الله قال لماء : كن عذبا فراتا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي ، وقال لماء : كن ملحا أجاجا أخلق منك ناري وأهل معصيتي فأجرى الماءين على الطين ، الحديث وهو طويل.
أقول : وفي معنى كل من هذه الأحاديث الثلاثة أحاديث كثيرة أخرى مروية عن علي والباقر والصادق وغيرهم عليهم السلام ، وإنما أوردنا ما أوردناه بعنوان الأنموذج.
وهذه الروايات تنتهي إلى مثل قوله تعالى : والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير ، وما يستوي البحر ان هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون الفاطر : ١٢ ، وأنت ترى موقع الآية الثانية من الأولى ، وأنها بمنزلة التمثيل لبيان مضمون الآية وشرح اختلاف الناس في أنفسهم في عين اتحادهم في الانسانية واشتراكهم في بعض المنافع والآثار. وقد قال تعالى : وجعلنا من الماء كل شئ حي الأنبياء : ٣٠.
وقوله تعالى : وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان