يأكلون الحرام ـ ويدعون الحلال وهم من أمتك يا محمد.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم رأيت ملكا من الملائكة ـ جعل الله أمره عجيبا نصف جسده النار ـ والنصف الآخر ثلج فلا النار تذيب الثلج ـ ولا الثلج تطفئ النار وهو ينادي بصوت رفيع ويقول : سبحان الذي كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج ـ وكف برد هذا الثلج فلا يطفئ حر هذه النار ـ اللهم يا مؤلف بين الثلج والنار ـ ألف بين قلوب عبادك المؤمنين فقلت من هذا يا جبرئيل؟ فقال هذا ملك وكله الله بأكناف السماء وأطراف الأرضين ـ وهو أنصح ملائكة الله لأهل الأرض من عباده المؤمنين ـ يدعو لهم بما تسمع منذ خلق.
ورأيت ملكين يناديان في السماء ـ أحدهما يقول : اللهم أعط كل منفق خلفا ـ والآخر يقول : اللهم أعط كل ممسك تلفا.
ثم مضيت فإذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشافر الإبل ـ يقرض اللحم من جنوبهم ويلقى في أفواههم ـ فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال : هؤلاء الهمازون اللمازون.
ثم مضيت فإذا أنا بأقوام ترضخ رءوسهم بالصخر ـ فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال : هؤلاء الذين ينامون عن صلاة العشاء.
ثم مضيت ـ فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم ـ وتخرج من أدبارهم فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ـ إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.
ثم مضيت فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم ـ فلا يدر من عظم بطنه فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون ـ إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. وإذا هم بسبيل آل فرعون ـ يعرضون على النار غدوا وعشيا ـ يقولون ربنا متى تقوم الساعة؟.
قال : ثم مضيت فإذا أنا بنسوان معلقات بثديهن ـ فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل فقال : هؤلاء اللواتي يورثن أموال أزواجهن أولاد غيرهم. ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله اشتد غضب الله على امرأة ـ أدخلت على قوم في نسبهم من ليس منهم ـ فاطلع على عوراتهم وأكل خزائنهم.
ثم قال : مررنا بملائكة من ملائكة الله عز وجل خلقهم الله ـ كيف شاء ووضع