مَشْهُوداً (٧٨) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً (٧٩) وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً (٨٠) وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (٨١)
بيان
تذكر الآيات بعض مكر المشركين بالقرآن وبالنبي صلىاللهعليهوآله ـ بعد ما ذمتهم على تماديهم في إنكار التوحيد والمعاد واحتجت عليهم في ذلك ـ حيث أرادوا أن يفتنوا النبي صلىاللهعليهوآله عن بعض ما أوحي إليه ليداهنهم فيه بعض المداهنة ، وأرادوا أن يخرجوه من مكة.
وقد أوعد الله النبي صلىاللهعليهوآله أشد الوعيد إن مال إلى الركون إليهم بعض الميل ، وأوعدهم أن أخرجوا النبي صلىاللهعليهوآله بالهلاك.
وفي الآيات إيصاء النبي صلىاللهعليهوآله بالصلوات والالتجاء بربه في مدخله ومخرجه وإعلام ظهور الحق.
قوله تعالى : « وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً » إن مخففة بدليل اللام في « لَيَفْتِنُونَكَ » والفتنة الإزلال والصرف ، والخليل من الخلة بمعنى الصداقة وربما قيل : هو من الخلة بمعنى الحاجة وهو بعيد.
وظاهر السياق أن المراد بالذي أوحينا إليك القرآن بما يشتمل عليه من التوحيد ونفي الشريك والسيرة الصالحة وهذا يؤيد ما ورد في بعض أسباب النزول أن المشركين سألوا النبي صلىاللهعليهوآله أن يكف عن ذكر آلهتهم بسوء ويبعد عن نفسه عبيدهم المؤمنين به والسقاط حتى يجالسوه ويسمعوا منه فنزلت الآيات.