والمعنى : وإن المشركين اقتربوا أن يزلوك ويصرفوك عما أوحينا إليك لتتخذ من السيرة والعمل ما يخالفه فيكون في ذلك افتراء علينا لانتسابه بعملك إلينا وإذا لاتخذوك صديقا.
قوله تعالى : « وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً » التثبيت ـ كما يفيده السياق ـ هو العصمة الإلهية وجعل جواب لو لا قوله : « لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ » دون نفس الركون والركون هو الميل أو أدنى الميل كما قيل دليل على أنه صلىاللهعليهوآله لم يركن ولم يكد ، ويؤكده إضافة الركون إليهم دون إجابتهم إلى ما سألوه.
والمعنى : ولو لا أن ثبتناك بعصمتنا دنوت من أن تميل إليهم قليلا لكنا ثبتناك فلم تدن من أدنى الميل إليهم فضلا من أن تجيبهم إلى ما سألوا فهو صلىاللهعليهوآله لم يجبهم إلى ما سألوا ولا مال إليهم شيئا قليلا ولا كاد أن يميل.
قوله تعالى : « إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً » سياق الآية سياق توعد فالمراد بضعف الحياة والممات المضاعف من عذاب الحياة والممات ، والمعنى لو قارنت أن تميل إليهم بعض الميل لأذقناك الضعف من العذاب الذي نعذب به المجرمين في حياتهم والضعف مما نعذبهم به في مماتهم أي ضعف عذاب الدنيا والآخرة.
ونقل في المجمع ، عن أبان بن تغلب أن المراد بالضعف العذاب المضاعف ألمه والمعنى لأذقناك عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، وأنشد قول الشاعر :
لمقتل مالك إذ بان. مني |
|
أبيت الليل في ضعف أليم |
أي في عذاب أليم.
وما في ذيل الآية من قوله : « ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً » تشديد في الإيعاد أي إن العذاب واقع حينئذ لا مخلص منه.
قوله تعالى : « وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً » الاستفزاز الإزعاج والتحريك بخفة وسهولة ، واللام في