ما فيها. انتهى ، وفي المفردات ، : غسق الليل شدة ظلمته. انتهى.
وقد اختلف المفسرون في تفسير صدر الآية والمروي عن أئمة أهل البيت عليهالسلام من طرق الشيعة تفسير دلوك الشمس بزوالها وغسق الليل بمنتصفه ، وسيجيء الإشارة إلى الروايات في البحث الروائي الآتي إن شاء الله.
وعليه فالآية تشمل من الوقت ما بين زوال الشمس ومنتصف الليل ، والواقع في هذا المقدار من الوقت من الفرائض اليومية أربع صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة. وبانضمام صلاة الصبح المدلول عليها بقوله : « وَقُرْآنَ الْفَجْرِ » إلخ إليها تتم الصلوات الخمس اليومية.
وقوله : « وَقُرْآنَ الْفَجْرِ » معطوف على الصلاة أي وأقم قرآن الفجر والمراد به صلاة الصبح لما تشتمل عليه من القرائة وقد اتفقت الروايات على أن صلاة الصبح هي المراد بقرآن الفجر.
وكذا اتفقت الروايات من طرق الفريقين على تفسير قوله ذيلا : « إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً » بأنه يشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ، وسنشير إلى بعض هذه الروايات عن قريب إن شاء الله.
قوله تعالى : « وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً » التهجد من الهجود وهو النوم في الأصل ومعنى التهجد التيقظ والسهر بعد النوم على ما ذكره غير واحد منهم ، والضمير في « بِهِ » للقرآن أو للبعض المفهوم من قوله : « وَمِنَ اللَّيْلِ » والنافلة من النفل وهو الزيادة ، وربما قيل : إن قوله : « وَمِنَ اللَّيْلِ » من قبيل الإغراء نظير قولنا : عليك بالليل ، والفاء في قوله : « فَتَهَجَّدْ بِهِ » نظير قوله : « فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ » النحل : ٥١.
والمعنى : وأسهر بعض الليل بعد نومتك بالقرآن ـ وهو الصلاة ـ حال كونها صلاة زائدة لك على الفريضة.
وقوله : « عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً » من الممكن أن يكون المقام مصدرا ميميا وهو البعث فيكون مفعولا مطلقا ليبعثك من غير لفظه ، والمعنى عسى أن يبعثك ربك بعثا محمودا ، ومن الممكن أن يكون اسم مكان والبعث بمعنى الإقامة أو مضمنا معنى الإعطاء ونحوه ، والمعنى عسى أن يقيمك ربك في مقام محمود أو يبعثك معطيا لك مقاما محمودا أو يعطيك باعثا مقاما محمودا.