وطغيانه فشملتهما الرحمة الإلهية فأمرني أن أقتله ليبدلهما ولدا خيرا منه زكاة وأقرب رحما فقتلته.
وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فشملتهما الرحمة الإلهية لصلاح أبيهما فأمرني أن أقيمه فيستقيم حتى يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما ولو انقض لظهر أمر الكنز وانتهبه الناس.
قال : وما فعلت الذي فعلت عن أمري بل عن أمر من الله ، وتأويلها ما أنبأتك به ثم فارق موسى.
٢ ـ قصة الخضر (ع) ـ لم يرد ذكره في القرآن إلا ما في قصة رحلة موسى إلى مجمع البحرين ، ولا ذكر شيء من جوامع أوصافه إلا ما في قوله تعالى. « فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً » الآية ـ ٦٥ من السورة والذي يتحصل من الروايات النبوية أو الواردة من طرق أئمة أهل البيت في قصته ففي رواية (١) محمد بن عمارة عن الصادق عليهالسلام : أن الخضر كان نبيا مرسلا ـ بعثه الله تبارك وتعالى إلى قومه فدعاهم إلى توحيده ـ والإقرار بأنبيائه ورسله وكتبه ، وكان آيته أنه لا يجلس على خشبة يابسة ـ ولا أرض بيضاء إلا أزهرت خضراء ـ وإنما سمي خضرا لذلك ، وكان اسمه تاليا بن مالك بن عابر بن أرفخشد بن سام بن نوح الحديث ويؤيد ما ذكر من وجه تسميته ما في الدر المنثور ، عن عدة من أرباب الجوامع عن ابن عباس وأبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إنما سمي الخضر خضرا لأنه صلى على فروة بيضاء ـ فاهتزت خضراء.
وفي بعض الأخبار ـ كما فيما رواه العياشي عن بريد عن أحدهما عليهماالسلام : الخضر وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين
الحديث لكن الآيات النازلة في قصته مع موسى لا تخلو عن ظهور في كونه نبيا كيف؟ وفيها نزول الحكم عليه.
ويظهر من أخبار متفرقة عن أئمة أهل البيت عليهالسلام أنه حي لم يمت بعد وليس بعزيز على الله سبحانه أن يعمر بعض عباده عمرا طويلا إلى أمد بعيد ولا أن هناك برهانا عقليا يدل على استحالة ذلك.
__________________
(١) الآتية في البحث الروائي الآتي.