وقد ورد في سبب ذلك في بعض الروايات (١) من طرق العامة أنه ابن آدم لصلبه ونسيء له في أجله حتى يكذب الدجال ، وفي بعضها (٢) أن آدم عليهالسلام دعا له بالبقاء إلى يوم القيامة ، وفي عدة روايات من طرق الفريقين أنه شرب من عين الحياة التي هي في الظلمات حين دخلها ذو القرنين في طلبها وكان الخضر في مقدمته فرزقه الخضر ولم يرزقه ذو القرنين ، وهذه وأمثالها آحاد غير قطعية من الأخبار لا سبيل إلى تصحيحها بكتاب أو سنة قطعية أو عقل.
وقد كثرت القصص والحكايات وكذا الروايات في الخضر بما لا يعول عليها ذو لب كرواية خصيف : (٣) أربعة من الأنبياء أحياء اثنان في السماء : عيسى وإدريس ، واثنان في الأرض الخضر وإلياس ـ فأما الخضر فإنه في البحر وأما صاحبه فإنه في البر.
ورواية (٤) العقيلي عن كعب قال : الخضر على منبر بين البحر الأعلى والبحر الأسفل ، وقد أمرت دواب البحر أن تسمع له وتطيع ، وتعرض عليه الأرواح غدوة وعشية.
ورواية (٥) كعب الأحبار : أن الخضر بن عاميل ركب في نفر من أصحابه ـ حتى بلغ بحر الهند وهو بحر الصين فقال لأصحابه : يا أصحابي ادلوني فدلوه في البحر أياما وليالي ـ ثم صعد فقالوا : يا خضر ما رأيت؟ فلقد أكرمك الله وحفظ لك نفسك في لجة هذا البحر ـ فقال استقبلني ملك من الملائكة فقال لي : أيها الآدمي الخطاء إلى أين؟ ومن أين؟ فقلت : إني أردت أن أنظر عمق هذا البحر. فقال لي : كيف؟ وقد أهوى رجل من زمان داود عليهالسلام ـ لم يبلغ ثلث قعره حتى الساعة ؛ وذلك منذ ثلاث مائة سنة ، إلى غير ذلك من الروايات المشتملة على نوادر القصص.
__________________
(١) الدر المنثور عن الدار قطني وابن عساكر عن ابن عباس.
(٢) الدر المنثور عن ابن عساكر عن ابن إسحاق.
(٣) الدر المنثور عن ابن شاهين عنه.
(٤) الدر المنثور عنه.
(٥) الدر المنثور عن أبي الشيخ في العظمة وأبي نعيم في الحلية عنه.