« بحث روائي »
في تفسير البرهان ، عن ابن بابويه بإسناده عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمد عليهالسلام في حديث : أن موسى لما كلمه الله تكليما ، وأنزل عليه التوراة ، وكتب له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ، وجعل آية في يده وعصاه ، وفي الطوفان والجراد والقمل ـ والضفادع والدم وفلق البحر ـ وغرق الله فرعون وجنوده عملت البشرية فيه حتى قال في نفسه : ما أرى الله عز وجل خلق خلقا أعلم مني ـ فأوحى الله إلى جبرئيل : أدرك عبدي قبل أن يهلك ، وقل له : أن عند ملتقى البحرين رجلا عابدا فاتبعه وتعلم منه.
فهبط جبرئيل على موسى بما أمره به ربه عز وجل ـ فعلم موسى أن ذلك لما حدثته به نفسه ـ فمضى هو وفتاه يوشع بن نون ـ حتى انتهيا إلى ملتقى البحرين ـ فوجدا هناك الخضر يعبد الله عز وجل كما قال الله في كتابه : « فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا ـ وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً » الحديث.
أقول : والحديث طويل يذكر فيه صحبته للخضر وما جرى بينهما مما ذكره الله في كتابه في القصة.
وروى القصة العياشي في تفسيره ، بطريقين والقمي في تفسيره ، بطريقين مسندا ومرسلا ، ورواه في الدر المنثور ، بطرق كثيرة من أرباب الجوامع كالبخاري ومسلم والنسائي والترمذي وغيرهم عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلىاللهعليهوآله.
والأحاديث متفقة في معنى ما نقلناه من صدر حديث محمد بن عمارة ، وفي أن الحوت الذي حملاه حي عند الصخرة واتخذ سبيله في البحر سربا لكنها تختلف في أمور كثيرة إضافتها إلى ما في القرآن من أصل القصة.
منها ما يتحصل من رواية ابن بابويه والقمي : أن مجمع البحرين من أرض الشامات وفلسطين ـ بقرينة ذكرهما أن القرية التي ورداها هي الناصرة ـ التي تنسب إليها النصارى ، وفي بعضها أن الأرض كانت آذربيجان : وهو يوافق ما في الدر المنثور عن السدي : أن