بحث روائي
في تفسير القمي ، : فلما أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله بخبر موسى وفتاه والخضر ـ قالوا له فأخبرنا عن طائف طاف الأرض : المشرق والمغرب من هو؟ وما قصته؟ فأنزل الله : « وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ » الآيات.
أقول : وقد تقدم في الكلام على قصة أصحاب الكهف تفصيل هذه الرواية وروي أيضا ما في معناه في الدر المنثور ، عن ابن أبي حاتم عن السدي وعن عمر مولى غفرة.
واعلم أن الروايات المروية من طرق الشيعة وأهل السنة عن النبي صلىاللهعليهوآله ومن طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهالسلام وكذا الأقوال المنقولة عن الصحابة والتابعين ويعامل معها أهل السنة معاملة الأحاديث الموقوفة في قصة ذي القرنين مختلفة اختلافا عجيبا متعارضة متهافتة في جميع خصوصيات القصة وكافة أطرافها وهي مع ذلك مشتملة على غرائب يستوحش منها الذوق السليم أو يحيلها العقل وينكرها الوجود لا يرتاب الباحث الناقد إذا قاس بعضها إلى بعض وتدبر فيها أنها غير سليمة عن الدس والوضع ومبالغات عجيبة في وصف القصة وأغربها ما روي عن علماء اليهود الذين أسلموا كوهب بن منبه وكعب الأحبار أو ما يشعر القرائن أنه مأخوذ منهم فلا يجدينا والحال هذه نقلها بالاستقصاء على كثرتها وطولها ، وإنما نشير بعض الإشارة إلى وجوه اختلافها ، ونقتصر على نقل ما يسلم عن الاختلاف في الجملة.
فمن الاختلاف اختلافها في نفسه فمعظم الروايات على أنه كان بشرا ، وقد ورد (١) في بعضها أنه كان ملكا سماويا أنزله الله إلى الأرض وآتاه من كل شيء سببا. وفي خطط المقريزي عن الجاحظ في كتاب الحيوان ، أن ذا القرنين كانت أمه آدمية وأبوه من الملائكة.
ومن ذلك الاختلاف في سمته ففي أكثر الروايات أنه كان عبدا صالحا أحب الله
__________________
(١) رواه في الدر المنثور عن الأحوص بن حكيم عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوآله وعن الشيرازي عن جبير بن نفير عن النبي صلىاللهعليهوآله وعن عدة عن خالد بن معدان عن النبي صلىاللهعليهوآله وعن عدة عن عمر بن الخطاب.