قرنان من الذهب إلى غير ذلك مما قيل.
ومن ذلك اختلافها في سيره إلى المغرب والمشرق وفيه أشد الاختلاف فقد روي (١) أنه سخر له السحاب فكان يركب السحاب ويسير في الأرض غربا وشرقا. وروي (٢) أنه بلغ جبل قاف وهو جبل أخضر محيط بالدنيا منه خضرة السماء. وروي (٣) أنه طلب عين الحياة فأشير عليه أنها في الظلمات فدخلها وفي مقدمته الخضر فلم يرزق ذو القرنين أن يشرب منها وشرب الخضر واغتسل منها فكان له البقاء المؤبد وفي هذه الروايات أن الظلمات في جانب المشرق.
ومن ذلك اختلافها في موضع السد الذي بناها ففي بعضها أنه في (٤) المشرق وفي بعضها (٥) أنه في الشمال ، وقد بلغ من مبالغة بعض الروايات أن ذكرت (٦) أن طول السد وهو مسافة ما بين الجبلين مائة فرسخ وعرضه خمسون فرسخا وارتفاعه ارتفاع الجبلين وقد حفر له أساسا حتى بلغ الماء وقد جعل حشوه الصخور وطينه النحاس ثم علاه بزبر الحديد والنحاس المذاب وجعل خلاله عرقا من نحاس أصفر فصار كأنه برد محبر.
ومن ذلك اختلافها في وصف يأجوج ومأجوج فروي (٧) أنهم من الترك ومن ولد يافث بن نوح كانوا يفسدون في الأرض فضرب السد دونهم. وروي (٨) أنهم من غير ولد آدم وفي (٩) عدة من الروايات أنهم قوم ولود لا يموت الواحد منهم من ذكر أو أنثى
__________________
(١) في عدة من روايات العامة والخاصة الموردة في الدر المنثور والبرهان ونور الثقلين والبحار.
(٢) في البرهان عن جميل عن الصادق ع وفي الدر المنثور عن عبد بن حميد وغيره عن عكرمة.
(٣) في تفسير القمي عن علي عليهالسلام وفي تفسير العياشي عن هشام عن بعض آل محمد ع وفي الدر المنثور عن ابن أبي حاتم وغيره عن الباقر عليهالسلام.
(٤) الدر المنثور عن ابن إسحاق وغيره عن وهب.
(٥) الدر المنثور عن ابن المنذر عن ابن عباس.
(٦) الدر المنثور عن ابن إسحاق وغيره عن وهب.
(٧) الدر المنثور عن ابن المنذر عن علي عليهالسلام وعن ابن أبي حاتم عن قتادة. وفي نور الثقلين عن علل الشرائع عن العسكري.
(٨) نور الثقلين عن روضة الكافي عن ابن عباس.
(٩) الطبري عن عبد الله بن عمير ، وعن عبد الله بن سلام ، وفي الدر المنثور عن النسائي وابن مردويه عن أوس عن النبي صلىاللهعليهوآله وفيه عن ابن أبي حاتم عن السدي عن علي عليهالسلام.