(أَهْلَكْناها) : بالعذاب ، أو وجدناها هالكة بالذنوب ، كقولك : أعمرت بلدة وأخربتها : وجدتها كذلك ، (أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) : لا يؤمنون.
٩٦ (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ) : أي : جهة يأجوج.
و «الحدب» : فجاج الأرض (١).
(يَنْسِلُونَ) : يخرجون ويسرعون (٢) ، من نسلان الذئب.
٩٨ (حَصَبُ جَهَنَّمَ) : حطبها (٣). وقيل : يحصبون فيها بالحصباء (٤).
__________________
أما الآية فقوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) ، وترك الشرك واجب وليس بمحرم ، وأما الشعر فقول الخنساء :
وإن حراما لا أرى الدهر باكيا |
|
على شجرة إلا بكيت على عمرو |
يعني : وإن واجبا. وأما الاستعمال فلأن تسمية أحد الضدين باسم الآخر مجاز مشهور ، كقوله تعالى : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها).
إذا ثبت هذا فالمعنى أنه واجب على أهل كل قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ...» اه.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠ / ٢٠٤ : «ويتجه في الآية معنى ضمنه وعيد بيّن ، وذلك أنه ذكر من عمل صالحا وهو مؤمن ، ثم عاد إلى ذكر الكفرة الذين من كفرهم ومعتقدهم أنهم لا يحشرون إلى ربّ ، ولا يرجعون إلى معاد ، فهم يظنون بذلك أنه لا عقاب ينالهم ، فجاءت الآية مكذبة لظن هؤلاء ، أي : ممتنع على الكفرة المهلكين أنهم لا يرجعون ، بل هم راجعون إلى عقاب الله وأليم عذابه».
(١) المفردات للراغب : ١١٠ ، واللسان : ١ / ٣٠١ (حدب).
(٢) قال اليزيدي في غريب القرآن : ٢٥٦ : «والنسلان والنسول مشي سريع في استخفاء مثل نسلان الذئب».
وانظر تفسير الطبري : ١٧ / ٩١ ، ومعاني الزجاج : ٣ / ٤٠٥ ، والمفردات للراغب : ٤٩١ ، واللسان : ١١ / ٦٦١ (نسل).
(٣) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢١٢ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٧ / ٩٤ عن مجاهد ، وقتادة ، وعكرمة.
(٤) أي : يرمون فيها بالحصى ، وفي تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٨٨ : «وأصله من الحصباء ، وهي : الحصى. يقال : حصبت فلانا : إذا رميته حصبا ـ بتسكين الصاد ـ وما رميت به : حصب ، بفتح الصاد ... واسم حصى الحجارة : حصب».
وانظر تفسير الطبري : ١٧ / ٩٤ ، واللسان : ١ / ٣٢٠ (حصب).