٥٥ (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ) : بما أنعمنا عليهم ، أي : جعلوا ما أنعمنا به عليهم سببا للكفر ، فهم بمنزلة من أشرك في العبادة ليكفروا بما أوتى من النعمة كأنّه لا غرض في شركه إلّا هذا.
٥٦ (تَاللهِ لَتُسْئَلُنَ) : سؤال التوبيخ وهو الذي لا جواب لصاحبه إلا بما فيه فضيحته ، وهو يشبه سؤال الجدال من المحق للمبطل.
(وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ) : أنه يضر وينفع.
(نَصِيباً) : يتقربون به إليه ، أي : الأصنام ، كما في قوله (١) : (وَهذا لِشُرَكائِنا).
٥٧ (وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) : أي : من البنين.
٦٠ (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) : مع / قوله (٢) : (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ) ؛ [٣٥ / أ] لأنّها الأمثال التي توجب الاشتباه (٣).
(ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ) : أي : من أهل الظلم (٤) ، أو لأنّه لو أهلك
__________________
(١) سورة الأنعام : آية : ١٣٦.
(٢) سورة النحل : آية : ٧٤.
(٣) في «ك» : الأشباه.
وذكر القرطبي هذا القول في تفسيره : ١٠ / ١١٩ ، وقال : «أي لا تضربوا لله مثلا يقتضي نقصا وتشبيها بالخلق ، و «المثل الأعلى» وصفه بما لا شبيه له ولا نظير ...».
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ٢ / ٣٩٦ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ٨ / ٤٥٠ ، عن فرقة ، قال : «ويدل على هذا التخصيص أن الله تعالى لا يعاقب أحدا بذنب أحد.
واحتجت ـ الفرقة ـ بقوله تعالى : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى). وهذا كله لا حجة فيه ؛ وذلك أن الله تعالى لا يجعل العقوبة تقصد أحدا بسبب إذ ناب غيره ، ولكنه إذا أرسل عذابا على أمة عاصية لم يمكن البريء التخلص من ذلك العذاب ، فأصابه العذاب لا بأنه له مجازاة. ونحو هذا قوله : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) وقيل للنبي صلىاللهعليهوسلم : أنهلك وفينا الصالحون؟ قال : «نعم إذا كثر الخبث».
ثم لا بد من تعلق ظلم ما بالأبرياء ؛ وذلك بترك التغيير ومداجنة أهل الظلم ومداومة جوارهم» اه.
وانظر تفسير الفخر الرازي : ٢٠ / ٦١ ، وتفسير القرطبي : (١٠ / ١١٩ ، ١٢٠).