بعيد. فتأمّل (رياض العلماء الجزء ٢ / ٤٢٩) وجه التّأمل أنّ الكلام في المقام ليس في احتمال وجود تأليف في هذا الموضوع للسّيد الرّاوندي ولم يصل إلينا فانّه لانافي لهذا الاحتمال وإنما الكلام في أنّ هذا الكتاب الوحيد المعروف المشخّص في الخارج المحرز بدواً وختماً وفهرساً الموسوم بقصص الأنبياء لأيّ من الرّاونديّين فيقال : إنّه قامت القرائن الوثيقة على أنّه للشيخ الإمام أبي الحسين قطب الدّين سعيد بن هبة الله الرّاوندي.
القرينة الأولى والثّانية : أنّ السيد ابن طاووس ذكر في موردين من مهج دعواته ما فيه انفهام عرفيّ بأنّه يرى نسبة تأليف كتاب قصص الأنبياء. هذا ، إلى قطب الدّين الرّاوندي.
المورد الأوّل في الصفحة ٣٠٧ منه الطّبع الحجري ١٣٢٣ (انتشارات كتابخانه سنائي) : ومن ذلك دعاء يوسف عليه السّلام لمّا أُلقي في الجبّ رويناه بإسنادنا إلى سعيد بن هبة الله الرّاوندي من كتاب قصص الأنبياء بإسناده فيه إلى أبي عبدالله عليه السّلام قال : لمّا ألقى إخوة يوسف يوسف في الجبّ نزل عليه جبرئيل عليه السّلام فقال : يا غلام من طرحك في هذا الجبّ ؟ قال : إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني ، قال : أتحبّ أن تخرج من هذا الجبّ ؟ قال : ذلك إلى إلٰه إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، قال جبرئيل : فإنّ الله يقول لك : قل : اللّهم إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إلٰه إلّا أنت بديع السّماوات والارض يا ذا الجلال والإكرام أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً و ترزقني من حيث أحتسب ومن حيث لاأحتسب برحمتك يٰا أرحم الرّاحمين.
وهذا الحديث مذكور حرفاً بحرف في الكتاب الحاضر في الفصل الأوّل من الباب السّادس في نبوّة يعقوب ويوسف عليهما السّلام.
والمورد الثّاني في ص ٣١٢ : ومن ذلك دعاء عيسى عليه السّلام رويناه بإسنادنا إلى سعيد بن هبة الله الرّاوندي رحمه الله من كتاب قصص الأنبياء عليهم السّلام بإسناده إلى الصّادق عن آبائه عن النّبي صلوات الله عليه وعليهم قال : لمّا اجتمعت اليهود إلى عيسى عليه السّلام ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرائيل عليه السّلام فغشّاه بجناحه فطمح عيسى عليه السّلام ببصره فإذا هو بكتاب في باطن جناح جبرئيل وهو : اللّهم إنّي أدعوك باسمك الواحد الأعزّ ... إلى آخر الدّعاء والخبر. وهو مذكور أيضاً عيناً في الكتاب الحاضر ، الباب ١٨ الفصل ٨.
وأمّا مقالة المجلسي من أنّ ابن طاووس قد صرّح
بكونه منه في رسالة النّجوم وفلاح السّائل. فمع أنّه جذيلها المحكك وعذيقها المرجّب (١)
تورّط من كثرة المشغلة في الخطأ لانّ الكتابين كشفتهما صفحةً بعد
_________________________________
(١) : قول في حادثة السقيفة مع المهاجرين ، واصله : أنا جذيلها ... استعير بن عمن يستشفى برأيه ويستضاء به أي هو ممن يقتدى به ويؤخذ بتدبيره.