استفاضة أو اطمئنان على تصديق عنوان خاص في مواردها ومن الاتّفاق أنّ فيما نحن فيه دعوى الاستفاضة بل الشّهرة على عكس الدّعوى وهو أنّ كتاب قصص الأنبياء الرّاونديّة (على حدّ تعبير شيخنا صاحب الذريعة الجزء ١٧ : ١٠٥) وذاك المقصور على قصص الأنبياء الّذي أخباره جلّها مأخوذة من كتب الصّدوق (على لبّ تحديد المجلسي) كتاب واحد تحت هذه القبّة الخضراء وفوق هذه الغبراء لم ينسبه متتبع إلى غير أبي الحسين قطب الدّين الرّاوندي ولايوجد في الفهارس والمكتبات الطّويلة والعريضة في البلاد تسجيل جازم متقن على خلاف ذلك.
ولذا ذكر المحدّث المتخصّص الشّيخ الحرّ العاملي بكلمة واحدة في وسائل الشيعة الجزء ٢٠ / ٤٢ : كتاب الخرائج والجرائح تأليف الشّيخ الصّدوق سعيد بن هبة الله الرّاوندي ، كتاب قصص الأنبياء له. وقال في ذكر طرقه إلى الكتب ص ٥٧ : ونروي كتاب الخرائج والجرائح وكتاب قصص الأنبياء لسعيد بن هبة الله الرّاوندي بالإسناد السّابق عن العلّامة الحسن بن المطهّر عن والده عن الشّيخ مهذّب الدّين الحسين بن ردّة عن القاضي أحمد بن عليّ بن عبدالجبار الطّبرسي عن سعيد بن هبة الله الراوندي.
وقال في أمل الآمل الجزء ٢ / ١٢٧ عند ترجمة القطب الراوندي وتعريض كتبه : وقد رأيت له كتاب قصص الأنبياء أيضا. ولم ينسبه إلى السيّد فضل الله الرّاوندي حين ترجمه في المصدر نفسه ص ٢١٧.
ويظهر من مواضع لترجمة قطب الدّين الرّاوندي في رياض العلماء الجزء ٢ مسلّمية أنّ كتاب قصص الأنبياء له منها ص ٤١٩ ومنها ص ٤٢٦ ومنها ص ٤٣٥ وقال في ص ٤٢٨ : ثم أقول : المشهور أنّ كتاب الخرائج والجرائح وكتاب قصص الأنبياء كلاهما من مؤلفات القطب الرّاوندي هذا. وقال الأستاذ الإستناد في البحار : وكتاب الخرائج والجرائح للشيخ الإمام قطب الدّين أبي الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الرّاوندي وكتاب قصص الأنبياء له أيضا على ما يظهر من أسانيد الكتاب واشتهر أيضا ولايبعد أن يكون تأليف فضل الله بن عليّ بن عبيدالله الحسني الرّاوندي كما يظهر من بعض أسانيد السيّد ابن طاووس وقد صرّح بكونه منه في رسالة النّجوم وكتاب فلاح السّائل والأمر فيه هيّن لكونه مقصوراً على القصص وأخباره جلّها مأخوذة من كتب الصّدوق ، انتهى.
أقول : العبارة بعينها موجودة في البحار الطّبع
الجديد الجزء ١ / ١٢ وغرض صاحب الرّياض من ذكر عبارة المجلسي ردّ ما أبداه احتمالا من كون كتاب القصص للسيّد فضل الله
الرّاوندي ولذا قال متّصلا بالعبارة : أقول : لكن قد صرّح ابن طاووس نفسه أيضا في كتاب مهج الدعوات
بأن كتاب قصص الانبياء تأليف سعيد بن هبة الله الرّاوندي والقول بأنّ لكلّ منهما كتاباً في
هذا المعنى ممكن لكن