ولا نتخادع ولا يغتاب بعضنا بعضاً.
قال : فأخبروني لم ليس فيكم مسكين ولا فقير ؟ قالوا : من قبل أنّا نقتسم (١) بالسّوية.
قال : فما بالكم ليس فيكم فظٍّ ولا غليظٌ ؟ قالوا : من قبل الذّلّ والتّواضع.
قال : فلم جعلكم الله أطول النّاس أعماراً ؟ قالوا : من قبل أنّا نتعاطى بالحقّ ونحكم بالعدل.
قال : فما بالكم لا تقحطون ؟ قالوا : من قبل أنّا لا نغفل عن الاستغفار.
قال : فما بالكم لا تحردون(٢) ؟ قالوا : من قبل أنّا وطّنا أنفسنا على البلاء وحرصنا عليه فعزّينا (٣) أنفسنا.
قال : فما بالكم لا تصيبكم الآفات ؟ قالوا : من قبل أنّا لا نتوكّل على غير الله تعالى ولا نستمطر بالانواء والنّجوم.
قال : فحدّثوني أهكذا وجدتم آبائكم يفعلون ؟ قالوا : وجدنا آبائنا يرحمون مسكينهم ، ويواسون فقيرهم ، ويعفون عمّن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء اليهم ، ويستغفرون لمن سبَّهم ، ويصلون أرحامهم ، ويؤدّون أمانتهم ، ويصدقون ولا يكذبون ، فأصلح الله بذلك أمره.
فأقام عندهم ذو القرنين حتّى قبض ، ولم يكن له فيهم عمر ، وكان قد بلغ السّن وأدرك الكبر ، وكان عدّة ما سار في البلاد الى يوم قبضه الله تعالى خمسمائة عام (٤).
_________________________________
(١) في ق ٤ والبحار : نقسم.
(٢) في البحار : لا تحزنون ، وفي ق ٣ : لا تجأرون.
(٣) في ق ١ وق ٣ وق ٥ : فعرينا.
(٤) بحار الانوار (١٢ / ١٨٣ ـ ١٩٣) عن كمال الدين ، ورواه الصدوق مسنداً عن عبد الله بن سليمان في اكمال الدين ص (٣٩٤ ـ ٤٠٦) ، برقم : (٥).