الصّادق عليه السلام قال : لمّا حضر سليمان بن داود عليهما السلام الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا بأمر الله تعالى ، فلم يزل في بني إسرائيل يأخذون منه معالم دينهم ، ثمّ غيّب الله آصف غيبةً طال أمدها ، ثمّ ظهر لهم ، فبقي بين قومه ما شاء الله ، ثمّ إنّه ودّعهم وغاب عنهم ، فاشتدّت البلوى على بني إسرائيل بغيبته وتسلّط عليهم بخت نصّر ، فجعل يقتل من يظفر به منهم ، ويسبي ذراريهم ، واصطفى من أهل بيت يهودا دانيال عليه السلام ومن ولد هارون عزيراً عليه السلام ، وجعل دانيال في جبّ.
فلما تناهى (١) البلوى به رآى بخت نصّر في المنام كأن ملائكة السّماء هبطت إلى الأرض أفواجاً إلى الجبّ الّذي فيه دانيال عليه السلام مسلّمين عليه ويبشّرونه بالفرج ، والله تعالى جلّت عظمته كان يبعث برزقه إليه على يد نبيّ عليه السلام.
فلمّا أصبح بخت نصّر ندم على ما فعل ، فأتى دانيال فأخرجه واعتذر إليه ثمَّ فوّض إليه الأمر في ممالكه وأفضى الأمر بعده إلى ابنه واشتدّت البلوى على بني إسرائيل ووعدهم الله تعالى بقيام المسيح بعد نيّف وعشرين سنة (٢).
فصل ـ ٦ ـ
٢٧٧ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا ابوعبد الله الحسين بن علي الصّوفي ، حدّثنا حمزة بن القاسم العبّاسي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن زيد الزّيّات ، حدّثنا عمرو بن عثمان الحرّاز ، حدّثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الصّادق عليه السلام قال : كان في كتاب دانيال عليه السلام أنّه :
إذا كان أوّل يوم من المحرّم يوم السّبت فانّه يكون
الشّتاء شديد البرد ، كثير الرّيح ، يكثر فيه الجليد وتغلو فيه الحنطة ويقع فيه الوباء وموت الصّبيان وتكثر الحمى في
تلك السّنة ويقلّ العسل وتكثر الكماة ويسلم الزّرع من الآفات ويصيب بعض الأشجار آفة وبعض
_________________________________
(١) تناهت : ق ١.
(٢) بحار الانوار (١٤ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤) ، برقم : (٥) و (١٣ / ٤٤٨ ـ ٤٤٩) عن كمال الدّين مثله ، وعلى نحو الاقتباس.