الملك ذلك ، فولد له ابن أشبه خلق الله بدانيال (١).
٢٧٥ ـ ثمّ قال ابوعبد الله عليه السلام : إنّ شعيباً جعل لموسى عليه السلام في بعض السّنين الّذي كان عنده كلّ بلقاء تضعه غنمه في تلك السّنة فوضعت كلّها بلق (٢).
وفي هذا الخبر ما يحتاج إلى تأويل ، وهو : أنّه لا تأثير لشيء ممّا ذكر في الحقيقة في تغيّر هيئة الجنين ، وأمّا الأنبياء فدعواتهم مستجابة وأمورهم عجابة ، وإذا كان شيء ممّا يتعجّب منه من قبل الله تعالى فلا يستنكر وتعالى على كلّ شيءٍ قدير (٣).
فصل ـ ٥ ـ
٢٧٦ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن الحسن
القطّان ، حدّثنا الحسن بن عليّ السّكري ، حدّثنا محمّد بن زكريّا البصري ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن
أبيه ، عن
_________________________________
(١) بحار الانوار (١٤ / ٣٧١) ، برقم : (١١) و (٦٠ / ٣٦٦ ـ ٣٦٧) ، برقم : (٦٥).
(٢) بحار الانوار (١٣ / ٢٩) عن التّفسير المنسوب الى القمي. أقول : قوله : ثمّ قال ابوعبد الله عليه السلام ، غير مناسب مع المنقول عن الامام الرّضا عليه السلام آنفاً ويظهر من مقطع الكلام هنا سقوط شيء سنداً ومتناً ، وعلى تقدير كونه مرتبطاً بما سبقه ، فالمناسب أن يقال : ثم قال الرّضا عليه السلام. ويأتي في التّعليق الآتي ما يحلّ الإِشكال.
(٣) نعم إنّ الله على كلّ شيءٍ قدير وإنّه عزيز رحيم وحكيم ما يريد وما ذلك عليه بعزيز ولذا ذكر العلّامة المجلسي في البحار الجزء (٦٠ / ٣٦٧) ذيل الحديث السّابق ما يقرّب وقوع الحقيقة وإن شئت فراجع والغرض من التعليق الاشارة إلى أنّ كلام الشيخ الراوندي هنا يناقض صدره ذيله فأنّ الاعتقاد بالاقتدار المطلق لله سبحانه لا يجامع الجزم بتأويل عمليّة موسى عليه السلام من غرزه عصاه في وسط مربض الاغنام لشعيب عليه السلام تلك الاغنام الّتي قال عنها شعيب لموسى عليهما السلام : ما وضعت في هذه السّنة من غنم بلق فهو لك بعد ما قال له موسى لمّا قضى أجله : لا بدّ لي أن أرجع إلى وطني وأمّي وأهل بيتي فمالي عندك ؟ ... فاحتال حينئذٍ موسى فعمد إلى كساءٍ أبلق والقاه على عصاه المغروز وسط المربض ثمّ أرسل الفحل على الغنم فلم تضع الغنم في تلك السّنة إلّا بلقاً فايّ بعدٍ في إعطاء الله سبحانه تأثيراً للعمليّة المزبورة على تحوّل نطف الاغنام وصيرورتها عل صورة لون واحد وهو الابلق حسب نطاق هذه الحكاية التي جاءت في البحار عن تفسير القمي برواية مفصّلة صدرها عن أبي جعفر عليه السلام وقد روي الرّاوي ذيلا هذا المقدار الذي نقلناه عن ابي عبد الله عليه السلام والظّاهر أنّ الشّيخ الرّاوندي أراد أن يشير إلى صدر الرّواية عن ابي جعفر عليه السلام ثمّ ينقل المورد المناسب للكلام المتقدم عن أبي عبد الله عليه السلام فذهل عن الصّدر وكتب ما هو المقصود ذيلاً على نحو الاختصار والاقتباس عنه عليه السلام بتعبير : ثم قال ابوعبد الله عليه السلام وبهذا الجرى أصبح ما ادعيناه في التّعليق المتقدم من وقوع سقط وارتباك في الكلام والنّقل صادقاً وصحيحاً.