فصل ـ ٢ ـ
٢٨٢ ـ وبالاسناد المذكور ، عن أبي حمزة ، عن الباقر عليه السلام قال : لمّا خرج ملك القبط يريد هدم بيت المقدس اجتمع النّاس إلى حزقيل النّبي ، فشكوا إليه ، فقال : إنّي أُناجي ربّي اللّيلة فناجى ربّه ، فأوحى الله إليه : قد كفيتم وكانوا قد مضوا ، فأوحى الله تعالى إلى ملك الهواء أن امسك عليهم أنفاسهم ، فماتوا كلّهم وأصبح حزقيل عليه السلام فأخبر قومه ، فخرجوا فوجدوهم قد ماتوا (١).
٢٨٣ ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : سأل عبد الأعلى مولى بني سام الصّادق عليه السلام وأنا عنده : حديث يرويه النّاس ، فقال : وما هو ؟ قال : يروون أنّ الله تعالى أوحى إلى حزقيل النّبيّ عليه السلام أن أخبر فلان الملك أنّي متوفيك يوم كذا ، فأتى حزقيل عليه السلام إلى الملك فأخبره بذلك ، قال : فدعا الله وهو على سريره حتّى سقط ما بين الحائط والسّرير ، وقال : يا ربّ أخّرني حتّى يشبّ طفلي وأقضي أمري ، فأوحى الله إلى ذلك النّبيّ أن ائت فلاناً وقل له : إنّي أنسأت في عمره خمس عشرة سنة ، فقال النّبيّ : يا ربّ وعزّتك إنّك تعلم أنّي لم أكذب كذبة قطّ ، فأوحى الله إليه : إنّما أنت عبد مأمور فأبلغه (٢).
_________________________________
(١) بحار الانوار (١٣ / ٣٨٣) ، برقم : (٥) مثلاً عن المحاسن. وفيه بعد قوله ، ربّي اللّيلة : فلمّا جنّه اللّيل ناجى ربّه ... مع فرق جزئيّ آخر إلى قوله : قد ماتوا. وبعده زيادة للخبر عن المحاسن وهي : ودخل حزقيل النّبي العجب فقال في نفسه : ما فضل سليمان النّبي عليّ وقد أُعطيت مثل هذا. قال : فخرجت قرحة على كبده فآذته. فخشع لله وتذلّل وقعد على الرّماد فأوحى الله إليه : أن خذ لبن التّين فحكّه على صدرك من خارج ففعل فسكن عنه ذلك.
(٢) البحار ، الجزء (٣ / ١١٤ ـ ١١٣) ، برقم : (٣٣)
والجزء (١٣ / ٣٨٢) ، برقم : (٣). وانت ترى أنّ الحديث من حيث جواب الامام عليه السلام عن سؤال عبد الاعلى مبتور والعجب من العلّامة
المجلسي حيث مرّ عليه هذا كالحديث التّالي فنبّه بسقوط ظاهر فيه ولم ينبّه عليه هنا ، اللّهم إلّا أن يجعل
سكوت الإِمام تقريراً لكلام السّائل وهذا لا يمكن فانّه سلام الله عليه لا يقرّر الباطل فانّ النّبي ما هو نبيّ لا يردّ
الرّسالة أو لا يتوقف فيها بخشية تخلّف الوعد من قبل الله سبحانه فيقول : يا ربّ بعزّتك أنّك تعلم أنّي لم أكذب ألخ إذ هذا كلام من
يخاف صدق الانساء المذكور وتحققه ويعلم من سياق الخبر أنّه عاميّ ومفاده كذب والمطمئن به أنّه لو جاء تماماً
كاملاً لكان جواب الامام عليه السلام نفي صحته ويأتي في الباب الآتي أنّ شعيا أُمر بابلاغ الإزادة إلى ملك بني
إسرائيل في عمره بمدة خمس عشرة سنة بعد إخباره عن الله سبحانه بحلول أجله وأنّه قابضه عن قريب فشعيا ـ على ما نطق
به الخبر ـ لم يتوقف في أداء