وجه الأرض شجرة إلّا ينتفع بها ، ولا ثمرة ولا شوك ما حتّى قالت فجرة بني آدم : كلمة السّوء. فاقشعرّت الأرض وشاكت الشّجرة ، وأتى إبليس تلك اللّيلة ، فقيل له : قد ولد اللّيلة ولد لم يبق على وجه الأرض صنم إلّا خرّ لوجهه ، وأتى المشرق والمغرب يطلبه ، فوجده في بيت دير قد حفّت به الملائكة ، فذهب يدنو فصاحت الملائكة : تنحّ ، فقال لهم : من أبوه ؟ فقالت : فمثله كمثل آدم. فقال إبليس : لأضلّن به أربعة أخماس النّاس (١).
٣٠٤ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن زياد بن سوقة ، عن الحكم بن عيينة قال : قال ابوجعفر عليه السلام : لمّا قالت العواتق الفرية ـ وهي سبعون ـ لمريم عليها السلام : لقد جئت شيئاً فريّاً ، أنطق الله تعالى عيسى عليه السلام عند ذلك ، فقال لهنّ : تفترين على أميّ ، أنا عبد الله آتاني الكتاب ، وأقسم بالله لأضربن كلّ امرأة منكنّ حدّاً بافترائكنّ على أميّ ، قال الحكم : فقلت للباقر عليه السلام أفضربهنّ عيسى عليه السلام بعد ذلك ؟ : قال : نعم ، ولله الحمد والمنّة (٢).
فصل ـ ١ ـ
٣٠٥ ـ وباسناده عن الصّفّار ، عن أحمد بن محمّد عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن يحيى بن عبد الله قال : كنّا بالحيرة. فركبت مع أبي عبد الله عليه السلام فلمّا صرنا حيال قرية فوق المآصر (٣) قال : هي هي حين قرب من الشطّ وصار على شفير الفرات ، ثمّ نزل فصلّى ركعتين ، ثمّ قال : أتدري أين ولد عيسى عليه السلام ؟ قلت : لا ، فقال : في هذا الموضع الّذي أنا جالس فيه ، ثمّ قال : أتدري أين كانت النّخلة ؟ قلت : لا ، فمدّ يده خلفه ، فقال : في هذا المكان ، ثم قال : أتدري ما القرار ؟ وما الماء المعين ؟ فقلت : لا ، قال : هذا هو الفرات. ثمّ قال : أتدري ما الرّبوة ؟ قلت : لا ، فأشار بيده عن يمينه ، فقال : هذا هو الجبل إلى النّجف.
_________________________________
(١) بحار الانوار (١٤ / ٢١٥) ، برقم : (١٤).
(٢) بحار الانوار (١٤ / ٢١٥) ، برقم : (١٥).
(٣) جمع المأصِر كالمجالس جمع المجلس ، أي محابس الماء.