السّلام عليك يا رسول الله ، وكلّ واحد منها يقول : خذ منّي فأكل ودنا من العجوة فسجدت ، فقال : اللّهمّ بارك عليها وانفع بها ، فمن ثَمَّ روي أنّ العجوة من الجنّة.
وقال صلّى الله عليه وآله : إنّي لأعرف حجراً بمكّة كان يسلّم عليّ قبل أن أُبعث ، إنّي لأعرفه الآن ، ولم يكن صلّى الله عليه وآله [ يمر ] (١) في طريق يتبعه أحد إلّا عرف أنّه سلكه من طيب عرقه (٢) ، ولم يكن يمرّ بحجر ولا شجر إلّا سجد له (٣).
٣٥٤ ـ وقال سعد (٤) : حدّثنا الحسن بن الخشاب ، عن عليّ بن حسان بن عمّه عبد الرّحمن بن كثير الهاشمي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم قاعداً إذ مرّ به بعير فبرك بين يديه ورغا ، فقال عمر : يا رسول الله أيسجد لك هذا الجمل ؟ فان سجد لك فنحن أحقّ أن نفعل فقال : لا بل اسجدوا لله والله أنّ هذا الجمل يشكو أربابه ويزعم أنّهم أنتجوه صغيراً واعتملوه فلمّا كبر وصار أعون (٥) كبيراً ضعيفاً أرادوا نحره ولو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.
ثمَّ قال ابوعبد الله عليه السلام : ثلاثة من البهائم أنطقهنّ الله تعالى على عهد النّبيّ صلّى الله عليه وآله : الجمل وكلامه الّذي سمعت.
والذّئب فجاءَ إلى النّبيّ فشكا إليه الجوع فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله أصحاب الغنم فقال : افرضوا للذّئب شيئاً ، فشحّوا فذهب ثمّ عاد إليه الثّانية ، فشكا الجوع فدعاهم ، فشحّوا ثمَّ جاء الثّالثة فشكا الجوع فدعاهم ، فشحّوا فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : اختلس ولو أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله فرض للذّئب شيئاً ما زاد الذّئب عليه شيئاً حتّى تقوم السّاعة.
وأمّا البقرة فانّها آذنت بالنّبي صلّى الله عليه
وآله ودلّت عليه ، وكانت في نخل لبني
_________________________________
(١) الزيادة من البحار.
(٢) في البحار : عرفه.
(٣) بحار الانوار (١٧ / ٣٦٧) ، برقم : (١٦) و (١٦ / ١٧٢) ، برقم : (٦) من قوله : لم يمض ....
(٤) في البحار : الصّدوق عن أبيه عن سعد عن الخشّاب عن علي بن حسان بن عمّه عبد الرحمن ... فما في النّسخ الخطيّة : عن عبد الرحمن ، غلط.
(٥) أعون بمعنى انتصف عمره ، كناية من الطّعن والكبر في السّن. وفي ق ١ : أعور.