ابن عامر ، عمِّه عبد الله ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن مرازم ، عن أبي بصير ، قال ابو عبد الله عليه السلام لرجل : ألا اُخبرك كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذر ؟ فقال الرّجل وأحظا (١) : أمّا إسلام سلمان ، فقد علمت فأخبرني بالآخر ، فقال : انّ اباذر كان ببطن مرٍّ يرعى غنماً له إذ جاءَ ذئبٌ عن يمين غنمه فطرده فجاءَ عن يسار غنمه فصرفه ثمَّ قال : ما رأيت ذئباً أخبث منك ، فقال الذئب : شرّ منّي أهل مكّة ، بعث الله إليهم نبيّاً فكذّبوه.
فوقع كلام الذّئب في أذن أبي ذر ، فقال لاُخته هلمّي مزودي وإداوتي (٢) ثمَّ خرج يركض حتّى دخل مكّة ، فاذا هو بحلقة مجتمعين وإذا هم يشتمون النبيّ صلّى الله عليه وآله كما قال الذئب ، إذ أقبل ابوطالب ، فقال بعضهم : كفّوا فقد جاءَ عمّه ، فلمّا دنا منهم عظّموه ثمَّ خرج فتبعته ، فقال : ما حاجتك ؟ فقلت : هذا النّبيّ المبعوث فيكم ؟ قال : وما حاجتك إليه قلت : أُؤمن به وأصدّقه فرفعني إلى بيت فيه : جعفر بن أبي طالب ، فلمّا دخلت سلّمت ، فردّ علي السّلام وقال : ما حاجتك ؟ قلت هذا النّبي المبعوث أؤمن به وأصدقه ، فرفعني إلى بيت حمزة ، فرفعني إلى بيت فيه عليّ بن ابي طالب ، فرفعني إلى بيتٍ فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله فدخلت إليه ، فاذا هو نور في نور ، قال : أنا رسول الله يا اباذر انطلق إلى بلادك ، فانّك تجد ابن عم لك قد مات ، فخذ ماله وكن بها حتّى يظهر أمري ، فانصرفت واحتويت على مالِهِ وبقيت حتّى ظهر أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله فأتيته.
فلمّا انصرفت إلى قومي أخبرتهم بذلك ، فأسلم بعضهم
، وقال بعضهم : إذا دخل
_________________________________
(١) في البحار : وأخطأ. ولكنّه خطأ والصّحيح ما أثبتناه في المتن عن أمالي الصّدوق ، المجلس الثّالث والسّبعون الحديث الاوّل. وعليه عدّة من النّسخ الخطّيّة أعني ق ٢ و ٣ و ٥ وهو : أحظأ أي أسعد وبلّغ المرام ومن كلام الكليني أو الرّاوي في آخر الخبر (روضة الكافي برقم ٤٥٧ ص ٢٩٩) : ولم يحدّثه لسوء أدبه ، يظهر أنّه دراه : أخطأ (بالخاء المعجمة) ولكن الخبر بلفظه المذكور في الامالي « للصّدوق » المتّحد مع الموجود في الرّوضة غير مذيّل بالذّيل المذكور في رواية الرّوضة. وسنده في الامالي معتبر.
(٢) في روضة الكافي : فقال لامرأته : هلمّي مزودي وأدواتي وعصاي. والخبر في الامالي والكافي واحد مضموناً حاوٍ لقصّتة إسلام أبي ذُر وما هنا مختصره مع فرق في آخره.