رسول الله صلّى الله عليه وآله أسلمنا ، فلمّا قدم أسلم بقيّتهم وجاءَت أسماء مع رجال فقالوا : نسلم على الّذي أسلم له إخواننا فقال رسول الله : غفاراً غفر الله لها وأسلم سلّمها الله (١).
٣٧٥ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ » (٢) دخل أبوذر عليلاً متوكياً على عصاه على عثمان وعنده مائة ألف درهم حملت إليه من بعض النّواحي ، فقال : انّي أريد أن أضم إليها مثلها ، ثمّ أرى فيها رأيي ، فقال أبوذر : أتذكر إذ رأينا رسول الله صلّى الله عليه وآله حزيناً عشاءً ؟ فقال : بقي عندي من فيء المسلمين أربعة دراهم لم أكن قسّمتها ثمَّ قسّمها ، فقال : الآن استرحت.
فقال عثمان لكعب الاحبار (٣) : ما تقول في رجل أدّى زكاة ماله هل يجب عليه بعد ذلك شيء ؟ قال : لا لو اتّخذ لبنة من ذهبٍ ولبنة من فضة ، فقال أبوذر رضي الله عنه : يا ابن اليهوديّة ما أنت والنّظر في أحكام المسلمين ، فقال عثمان : لولا صحبتك لقتلتك ، ثمَّ سيّره إلى الرّبذة (٤).
٣٧٦ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا ابومحمّد الحسين بن
محمّد بن القاسم المفسّر ، حدّثنا يوسف بن محمد بن زياد ، عن أبيه ، عن الحسن العسكري ، عن آبائه صلوات الله عليهم
أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لأبي ذر : ما فعلت غنيماتك ، قال : إنَّ لها قصةً
عجيبةً ، قال : بينا أنا في صلواتي إذ عدا الذّئب على غنمي ، فقلت : لا أقطع الصلاة ، فأخذ
حَمَلاً
_________________________________
(١) بحار الانوار (٢٢ / ٤٢١ ـ ٤٢٣) ، برقم : (٣٢) عن أمالي الصدوق وروضة الكافي مع اختلاف في بعض الالفاظ ووحدة المحتوى.
(٢) سورة البقرة : (٨٤).
(٣) في بعض النّسخ : كعب الاخبار. وكذا على لسان بعضٍ ولكنّ الصّحيح : الاحبار ، جمع الحبر وهو عالم اليهود والمعروف عند الخاصّة في رجالهم ذمّة وأنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السّلام كذّبه وأنّه كان يعادي عليّاً عليه السلام وتجانبه.
(٤) بحار الانوار (٢٢ / ٤٣٢) ، برقم : (٤٢).