عبد الله (رض) يقول : لمّا أنزل الله على نبيّه صلّى الله عليه وآله : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ » قلت : يا رسول الله فمن اُولوا الامر ؟ الّذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ، فقال : هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي أوّلهم : عليّ بن أبي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التّوراة بالباقر وستدركه يا جابر ، فاذا لقيته فاقرأه منّي السّلام ، ثمّ الصّادق جعفر بن محمّد ، ثمّ موسي بن جعفر ، ثمّ عليّ بن موسى ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ علي بن محمّد ، ثمّ الحسن بن عليّ ، ثمّ سميّي وكنيّي حجّة الله في أرضه وبقيّته في عباده ابن الحسن بن عليّ ، ذلك الّذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، وذلك الّذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبةً لا يثبت فيها على القول بامامته إلّا من امتحن الله قلبه بالايمان.
قال جابر : فقلت : يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟ قال : إي والّذي بعثني بالنبوّة أنّهم ليستضيئون بنوره ، وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع النّاس بالشّمس وإن تجلّاها سحاب (١).
٤٣٧ ـ قال : وحدّثنا أبوالحسن أحمد بن ثابت الدّواليبي ، حدّثنا محمّد بن الفضل النّحوي ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد الكوفي ، حدّثنا عليّ بن عاصم ، عن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن آبائه عن الحسين عليهم السلام قال : دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وعنده اُبيّ بن كعب ، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله : مرحباً بك يا أبا عبد الله زين السّماوات والأرض قال اُبيّ : فكيف يكون زين السّماوات والأرض (٢) غيرك ؟ قال يا اُبيّ : والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً أنّ الحسين بن علي ذكره في السّماء أكثر ممّا في الأرض وأنّه لمكتوب على يمين عرش الله ، فإنّ الله تعالى ركّب في صلبه نطفة طيّبة مباركة ، ولقد لقّن دعوات ما يدعو بهنّ مخلوق إلّا حشره الله معه وفرّج عنه كربه فقال له : ما هذه الدّعوات يا رسول الله ؟
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إذا فرغت من
صلاتك وأنت قاعد ، فقل : « اللّهمّ
_________________________________
(١) بحار الانوار (٣٦ / ٢٤٩ ـ ٢٥٠) و (٥٢ / ٩٢ ـ ٩٣) وفيهما في آخره : وان جلّلها السّحاب ، ورواه أيضاً مرسلاً في (٢٣ / ٢٨٩) عن إعلام الورى والمناقب.
(٢) في بعض النّسخ : والارضين ، في الموردين.