فلمّا فرغ تقدّم فصلّى عليه. ثمّ قال النّاس : كيف الصلاة عليه ؟ فقال عليّ عليه السلام : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله إمامنا حيّاً وميّتاً ، فدخل عشرة عشرة فصلّوا عليه ، ثمّ خاضوا في موضع دفنه (١) ، فقال عليّ عليه السلام : إن الله تعالى لم يقبض نبيّه في مكان إلّا ورضيه لمضجعه ، فرضى النّاس أن يدفن في الحجرة الّتي توفّي فيها ، وحفر أبوطلحة وكان عليٌّ والعباس والفضل وأُسامة يتولّون دفنه ، وأدخل عليٌّ من الأنصار أوس بن خولي من بني عوف ابن الخزرج وكان بدريّاً ، فقال له عليٌّ عليه السلام : انزل القبر ، فنزل ووضع عليّ عليه السلام رسول الله صلّى الله عليه وآله على يديه ، ثمّ دلّاه في حفرته ، ثمّ قال له : اخرج فخرج ونزل عليّ عليه السلام فكشف عن وجه رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ووضع خدّه على الأرض موجّهاً إلى القبلة على يمينه ، ثمّ وضع عليه اللّبن وهال عليه التّراب وانتهزت الجماعة الفرصة لاشتغال بني هاشم برسول الله صلّى الله عليه وآله وجلوس عليّ عليه السلام للمصيبة (٢).
فصل ـ ١٤ ـ
٤٣٥ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، حدّثنا ابن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصّادق عن آبائه عليهم السلام قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى قول رسول الله صلّى الله عليه وآله : إنّي مخلّف فيكم الثّقلين كتاب الله وعترتي. من العترة ؟ فقال : أنا والحسن والحسين والائمّة التّسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديّهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتّى يردوا على رسول الله حوضه (٣).
٤٣٦ ـ قال : وحدّثنا غير واحد من أصحابنا ، عن
محمّد بن همّام ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن أحمد بن الحارث ، عن المفضل بن
عمر ، عن يونس بن ظبيان ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : سمعت جابر بن
_________________________________
(١) في ق ٣ : في موضع قبره ودفنه.
(٢) بحار الانوار (٢٢ / ٥١٤) و (٢٢ / ٥٢٩ ـ ٥٣٠) عن أعلام الورى ص (١٣٧ ـ ١٣٨).
(٣) بحار الانوار (٢٣ / ١٤٧) عن كمال الدين وعيون أخبار الرضا عليه السلام ومعاني الاخبار.