فلمّا كان اليوم الذي أخبره الله أنّه متوفيه تهيّأ آدم صلوات الله عليه للموت وأذعن به ، فهبط ملك الموت فقال آدم : أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّي عبد الله (١) وخليفته في أرضه ، ابتدأني باحسانه (٢) ، وأسجد لي ملائكته وعلّمني الاسماء كلّها ، ثم أسكنني جنته ولم يكن جعلها لي دار قرار ولا منزل استيطان ، وإنما خلقني لأسكن الأرض الذي أراد من التقدير والتدبير.
وقد كان نزل جبرئيل صلوات الله عليه بكفن آدم من الجنة والحنوط والمسحاة (٣) معه قال : ونزل مع جبرئيل سبعون ألف ملك صلوات الله عليهم ليحضروا جنازة آدم عليه السلام ، فغسله هبة الله وجبرئيل صلوات الله عليهما وكفنه وحنطه ، ثم قال جبرئيل لهبة الله : تقدم فصلّ على أبيك وكبّر عليه خمساً وسبعين تكبيرة ، فحضرت الملائكة ثم أدخلوه حفرته.
فقام هبة الله في ولد أبيه بطاعة الله تعالى ، فلمّا حضرته وفاته أوصى إلى ابنه قينان وسلّم إليه التّابوت ، فقام قينان في إخوته وولد أبيه بطاعة الله تعالى وتقدّس ، فلمّا حضرته الوفاة أوصى الى ابنه يزد وسلّم إليه التّابوت وجميع ما فيه ، وتقدّم إليه في نبوة نوح صلوات الله عليه ، فلمّا حضرت وفاة يزد أوصى إلى ابنه أخنوخ ـ وهو ادريس ـ وسلم اليه التابوت وجميع ما فيه والوصية ، فقام أخنوخ به ، فلما قرب أجله أوحى الله تعالى اليه أنّي رافعك الى السماء ، فأوص الى ابنك خرقاسيل (٤) ، ففعل ، فقام خرقاسيل (٥) بوصية أخنوخ ، فلمّا حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه نوح وسلم اليه التابوت ، فلم يزل التّابوت عند نوح حتى حمله معه في سفينته ، فلما حضرته الوفاة أوصى الى ابنه سام وسلّم إليه التّابوت وجميع ما فيه (٦).
فصل ـ ١٠ ـ
٤٤ ـ أخبرنا السّيد ابوحرب بن المجتبى بن الدّاعي
الحسني (٧) ، أخبرنا
_________________________________
(١) في ق ٢ : اني عبده.
(٢) في ق ٣ : واجتباني.
(٣) في ق ٣ : والماء. |
(٤ ـ ٥) في ق ١ وق ٤ : خرقائيل. |
(٦) بحار الانوار (١١ / ٢٦٤ ـ ٢٦٦) ، برقم : (١٤).
(٧) هكذا في جميع النّسخ المخطوطة وموضع في الرياض (٢ / ٤٣٥) وفي موضعين منه (٤٢٩ و ٤٣٤) وأيضاً في أمل الآمل (٢ / ٢٢٧) عن فهرس منتجب الدين : ابوحرب المجتبى بن الداعي (بن القاسم) الحسني وهذا هو الصّحيح.