الله عليه وكبّر عليه ثلاثين (١) تكبيرة ، فرفع خمس وعشرون ، بقي السنّة علينا خمساً ، وكان رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يكبّر على أهل بدر سبعاً وتسعاً (٢).
٤٦ ـ وبهذا الاسناد عن ابن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ان قابيل أتى هبة الله عليه السلام ، فقال : ان أبي قد أعطاك العلم الذي كان عنده ، وأنا كنت أكبر منك وأحق به منك ، ولكن قتلت ابنه فغضب عليّ فآثرك بذلك العلم عليّ وأنّك والله إن ذكرت شيئاً ممّا عندك من العلم الّذي ورثك أبوك لتتكبّر به عليّ ولتفتخر عليّ لاقتلنّك كما قتلت أخاك.
فاستخفى هبة الله بما عنده من العلم لينقضي دولة قابيل ، ولذلك يسعنا في قومنا التّقية ، لانّ لنا في ابن آدم أُسوة ، قال : فحدّث هبة الله ولده بالميثاق سرّاً ، فجرت والله السّنة بالوصيّة (٣) من هبة الله في ولده ، ومن يتّخذه يتوارثونها عالم بعد عالم ، وكانوا يفتحون الوصيّة كلّ سنة يوماً فيحدّثون أنّ أباهم قد بشّرهم بنوح عليه السّلام.
قال : وإنّ قابيل لمّا رأى النّار الّتي قبلت قربان هابيل ظنَّ قابيل أنّ هابيل كان يعبد تلك النار ولم يكن له علم بربّه ، فقال قابيل : لا أعبد النار التي عبدها هابيل ، ولكن أعبد ناراً وأقرب قرباناً لها فبنى بيوت النيران (٤).
٤٧ ـ وعن ابن بابويه ، حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، حدثنا محمّد ابن أبي عبد الله الكوفي ، حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كان ابوجعفر الباقر عليه الصّلاة والسّلام جالساً في الحرم وحوله عصابة من أوليائه اذ أقبل طاوُس اليماني في جماعة ، فقال من صاحب الحلقة ؟ قيل : محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : إيّاه أردت ، فوقف بحياله وسلّم وجلس.
_________________________________
(١) في ق ١ : ثلاثون.
(٢) البحار ، الجزء (١١ / ٢٦٧) ، برقم : (١٦). والجزء (١٩ / ٣٢٠) ، برقم : (٧٣).
(٣) والله الوصيّة : ق ١.
(٤) بحار الانوار (٣ / ٢٤٩) من قوله : قال : وإنّ قابيل ، إلى آخره. و (١١ / ٢٤١) ، برقم : (٣١) أورد فيه تمام الخبر و (٧٥ / ٤١٩) ، برقم : (٧٤). ذكر فيه من صدره إلى قوله : أسوة.