ورجع الى مركزه يكثر من قول لا حول ولا قوّة الاّ بالله العلي العظيم. وطلب في هذا الحال ماء فقال شمر : لا تذوقه حتى ترد النار وناداه رجل : يا حسين الا ترى الفرات كأنه بطون الحيات فلا تشرب منه حتى تموت عطشا ، فقال الحسين عليهالسلام : اللهم امته عطشا ، فكان ذلك الرجل يطلب الماء فيؤتى به فيشرب حتى يخرج من فيه وما زال كذلك الى ان مات عطشا.
ورماه ابو الحتوف الجعفي بسهم في جبهته فنزعه وسالت الدماء على وجهه فقال : اللهم انك ترى ما انا فيه من عبادك هؤلاء العصاةاللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولاتذر على وجه الأرض منهم احدا ولا تغفر لهم ابدا. ولما ضعف روحي فداه عن القتال وقف يستريح رماه رجل بحجر على جبهته فسال الدم على وجهه فأخذ الثوب ليمسح الدم عن عينيه رماه آخر بسهم محدد له ثلاث شعب وقع في قلبه فقال : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ، رفع رأسه الى السماء وقال : الهي انك تعلم انهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن نبي غيره.
ثم اخرج السهم من قفاه وانبعث الدم كالميزاب فوضع يده تحت الجرح فلما امتلأ رمى به نحو السماء وقال : هوّن