فصارت المأة تخذل ابنها وأخاها فتقول انصرف فان الناس يكفونك والرجل يجيء الى ابنه واخيه ويقول : غدا يأتيك اهل الشام فما تصنع بالحرب انصرف فيذهب به فينصرف. فما زالوا يتفرقون حتى امسى مسلم بن عقيل وصلى المغرب وما معه الاّ ثلاثون نفسا في المسجد فلما رأى انه قد أمسى وليس معه الاّ أولائك النفر خرج متوجها الى ابواب كندة فلم يبلغ الأبواب الاّ ومعه عشرة ثم خرج من الباب فاذا ليس معه انسان فالتفت فاذا هو غريب وحيد وليس معه من يدله على الطريق فمضى في أزقة الكوفة لا يدري أين يذهب حتى جاء الى باب دار امرأة يقال لها طوعة ام ولد كانت للأشعث بن قيس فاعتقها فتزوجها أسيد الحضرمي فاولدها بلالا فرآها مسلم فسلم عليها ردت عليهالسلام فقال : اسقني فسقته ، دخلت وخرجت فرأت مسلما جالسا على باب الدار ، قالت : يا عبد الله الم تشرب الماء ، قال : بلى ، قالت : فاذهب الى اهلك ، فسكت ثم اعادت القول ثانية وثالثة قالت : اصلحك الله لا يصلح لك الجلوس على باب داري ولا احله ، قال : يا أمة الله مالي في هذا المصر اهل ولا عشيرة فهل لك اجر ومعروف ان تضيفيني ولعلي مكافئك بعد هذا اليوم ، قالت : من انت ، قال : انا مسلم بن عقيل.