اطمينان القلب ، دون أن يتخلّص من شوائب الشّكّ والرّيب ، ولا يمنحه كلّ الذوق الناشئ عن المعرفة. أمّا تجلّي الحقّ فإنّه بعكس ذلك تماما. وثانيا : يكون عن التجلّي الروحي الغرور والخيال ، وينقص منه الطّلب والتّضرّع ، وأمّا التجلّي الحقّاني فهو يظهر على خلاف ذلك فيبدّل الوجود بالعدم ، ويزيد فيه الخوف والتضرع.
والتجلّي الحقّاني نوعان : تجلّي الذات وتجلّي الصفات. وكلّ واحد منهما متنوّع ، وهو موضّح في كتاب مرصاد العباد وأساس الطريقة من كتب السلوك. يقول الشيخ دستگير شيخ مينا رحمهالله : ما بين المشاهدة والمكاشفة والتجلّي فرق دقيق جدا لا يستطيع أيّ سالك أن يدركه.
ويقول في مرصاد العباد : تكون المشاهدة مع التجلّي وبدونه. ويكون التجلّي مع المشاهدة وبدونها. لأنّ التجلّي من صفات الجمال فيكون مع المشاهدة. وإذا كان من صفات الجلال فيكون بدون مشاهدة ، لأنّ المشاهدة من باب المفاعلة وهي تقتضي التّثنية. بينما التجلّي من صفات الجلال فمن مقتضاه نفي التّثنية وإثبات الوحدة. أمّا المشاهدة والتجلّي فلا تكون بدون مكاشفة. والمكاشفة بدون مشاهدة ولا تجلّي فهي كائنة. تم كلامه وحسنا يقول. ولكن بالنسبة إليّ يبدو لي مشكلا القول بوجود مشاهدة بدون تجلّي ، لأنّ التجلّي عبارة عن ظهور الذّات والصّفات الإلهية ؛ إذن لا تكون مشاهدة بدون تجلّي. انتهى كلام مجمع السلوك. (١)
وفي الإنسان الكامل اعلم بأنّ الحقّ تعالى إذا تجلّى على العبد سمّي ذلك التجلّي بنسبته إلى الحق سبحانه تعالى شأنا إلهيا ، وبنسبته إلى العبد حالا ، ولا يخلو ذلك التجلّي من أن يكون الحاكم عليه اسما من أسماء الله تعالى أو وصفا من أوصافه ، فذلك الحاكم هو المتجلّي.
وإن لم يكن له وصف أو اسم مما بأيدينا من الأسماء والصفات الإلهيّة فحال اسم ذلك الولي المتجلّى عليه هو عين الاسم الذي تجلّى به الحق عليه ، وذلك معنى قوله عليهالسلام «إنه سيحمده يوم القيامة بمحامد لم يحمده بها من قبل» (٢) وقوله «اللهم إني أسألك بكل اسم سمّيت به نفسك واستأثرت به في علمك» (٣).
فالأسماء التي سمّاها (٣) بها نفسه هي التي نبّهنا عليها بأنها أسماء أحوال المتجلّى عليه. ومعنى
__________________
(١) تجلي عبارتست از ظهور ذات وصفات الوهيت وروح را نيز تجلي بود كاه باشد كه صفات روح با ذات روح تجلي كند سالك پندارد كه اين تجلي حق است درين محل مرشد بايد تا از هلاكت خلاص يابد. وفرق ميان تجلي روحاني ورباني آنست كه از تجلي روحاني آرام دل پديد آيد واز شوائب شك وريب خلاص نيابد وذوق معرفت تمام ندهد وتجلي حق سبحانه تعالى بخلاف اين باشد. وديگر آنكه از تجلي روحاني غرور وپندار آيد ودر وطلب ونياز نقصان شود واز تجلي حقاني بر خلاف آن ظاهر آيد هستى به نيستى بدل شود ودرو طلب بخوف ونياز بيفزايد. وتجلي حقاني بر دو نوع است تجلي ذات وتجلي صفات وهريك ازين هر دو متنوع است در كتب سلوك مثل مرصاد العباد واساس الطريقة بتشريح مذكور است پير دستگير شيخ مينارح ميفرمايد كه ميان مشاهده ومكاشفه وتجلي فرقي سخت باريكست هر سالكي نتواند كه فرقي كند. اما آنكه در مرصاد العباد ميگويد كه مشاهده بى تجلي وبا تجلي باشد وتجلي بى مشاهده وبا مشاهده باشد چون تجلي از صفات جمال باشد با مشاهده بود وچون از صفات جلال باشد بى مشاهده بود كه مشاهده از باب مفاعلة است اثنينيت را ميخواهد وتجلي صفات جلال رفع اثنينيت را اقتضا كند واثبات وحدت اما مشاهده وتجلي بى مكاشفه نبود ومكاشفه باشد كه بى مشاهده وتجلي بود تم كلامه نيك ميگويد. ليكن نزد من بودن مشاهده بى تجلي مشكل مى نمايد چه تجلي عبارت از ظهور ذات وصفات الوهيت است پس لا جرم مشاهده بى تجلي نبود
(٢) ورد في الصحيحين في حديث الشفاعة الطويل : «... فأحمد ربي بمحامد علّمنيها ...» صحيح البخاري : كتاب التوحيد ، باب لما خلقت بيدي ، ح ٣٩ ، ٩ / ٢١٨ صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ، ح ٣٢٢ / ١٩٣ ، ١ / ١٨١.
(٣) أخرجه أحمد في مسنده ١ / ٣٩١ ، عن عبد الله وتمامه. ما أصاب أحد قط هم ولا حزن ، فقال : اللهم إني عبدك بن عبدك