وسيجيء أيضا في لفظ القلب. ويطلق أيضا عندهم على البدل كما عرفت. وأما عند المهندسين فهو اعتبار نسبة المقدّم إلى المقدّم والتالي إلى التالي ، وسيجيء في لفظ النسبة.
الأبدال : [في الانكليزية] Substituted ـ [في الفرنسية] Substitues
بفتح الألف جمع البدل والبديل وكذا البدلاء بالضمّ على ما عرفت. ومولوي عبد الغفور (١) في حاشية نفحات الأنس للجامي إنّ لفظ الأبدال في اصطلاح الصوفية هو لفظ مشترك ، فهو يطلق تارة على جماعة بدّلوا صفاتهم الذميمة بالصفات الحميدة وليس عددهم محصورا ، وتارة يطلق على عدد معيّن ؛ وعلى هذا فبعضهم يطلق هذا الاصطلاح على أربعين شخصا لهم أوصاف مشتركة ، وبعضهم يطلق اسم الأبدال على سبعة رجال ، ومن هؤلاء قوم ، على أنّ الأبدال هم غير الأوتاد ، بينما يقول آخرون : إن الأوتاد هم من جملة الأبدال. واثنان من الأبدال هما إمامان وهما وزيرا القطب والآخر هو القطب. وهؤلاء السّبعة إنما يقال لهم الأبدال لأنهم إذا ذهب واحد حلّ محله الذي يليه في الرتبة ، وينال رتبته. ويقول قوم : إنّ تسمية هؤلاء بالأبدال لأنّ الحق جل وعلا أعطاهم قوة بحيث يتنقّلون حيث يشاءون ، وإذا أرادوا أمكنهم وضع صورتهم في موضع ، فإنهم يضعون شخصا على مثالهم بدلا عنهم. وإذا اكتشف بعضهم الأشخاص المتشابهين فبدون إرادتهم لا يقولون لهم أبدالا ، وإنّ كثيرا من الأولياء هم هكذا. انتهى (٢).
وفي بعض التفاسير سئل أبو سعيد (٣) عن الأوتاد والأبدال أيهما أفضل فقال الأوتاد. فقيل كيف. فقال لأنّ الأبدال ينقلبون (٤) من حال إلى حال ويبدلون (٥) من مقام إلى مقام. والأوتاد بلغ بهم النهاية وثبتت أركانهم فهم الذين بهم قوام العالم وهم في مقام التمكين. وفي مرآة الأسرار (٦) يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بدلاء أمّتي سبعة» (٧). بدلاء في سبعة أقاليم يبقون. فذلك الذي في الإقليم الأول على قلب إبراهيم عليهالسلام واسمه عبد الحي ، والثاني
__________________
(١) عبد الغفور : هو عبد الغفور بن صلاح اللاري الأنصاري. توفي حوالي العام ٩١٢ هـ / ١٥٠٧ م. أديب ، نحوي. كان تلميذا للملاّ جامي. له عدة تصانيف. الاعلام ٤ / ٣٢ ، كشف الظنون ١٣٧٢.
(٢) در حاشيه نفحات مى آرد لفظ ابدال در عرف صوفيه مشترك لفظي است تارة اطلاق ميكنند بر جمعي كه تبديل كرده اند صفات ذميمه را بصفات حميده وعدد ايشان منحصر نيست وتارة اطلاق ميكنند بر عددي معين وبر تقدير اطلاق بر عدد معين بعضي بر چهل شخص اطلاق ميكنند كه ايشان را اشتراك است در صفت مخصوص وبعضي بر هفت اطلاق ميكنند وازين بعض بعضي بر اينند كه اوتاد از ابدال خارج اند وبعضي گويند كه اوتاد از جملة ابدال اند ودو ديگر از ابدال امامان اند كه وزيران قطب اند وديگرى قطب است. واين هفت تن را ابدال بنا بر آن گويند كه چون يكى ازينها برود ديگرى كه بحسب مرتبه فروتر از أو بود وبجاى أو نشيند وحفظ مرتبه وى كند. وبعضي ميگويند كه تسميه ايشان بابدال از آن جهت است كه حق سبحانه تعالى ايشان را قوتي داده كه چون خواهند به جائى روند وبنا بر باعثي خواهند كه صورت ايشان درين موضع بود شخصي مثالي بر صورت خود در آن موضع بگذارند بدل خود. اما جماعتى كه بدل ايشان شخصي مثالي پيدا شود بي اراده ايشان آنها را ابدال نگويند وبسيارى از اوليا چنين باشند انتهى.
(٣) أبو سعيد الخراز : هو أحمد بن عيسى الخراز ، أبو سعيد. توفي عام ٢٨٦ هـ / ٨٩٩ م. من مشايخ الصوفية. قيل إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء ، وله عدة تصانيف. الاعلام ١ / ١٩١ ، شذرات ٢ / ١٩٢ ، اللباب ١ / ٣٥١ ، العبر ٢ / ٧٧ ، الشعراني ١ / ١٠٢ ، القشيري ٢٩.
(٤) يتقلبون (م).
(٥) ويبدل لهم (م).
(٦) مرآة الأسرار (تصوف). كتاب فارسي لم نعثر له على مرجع يذكره.
(٧) ذكره الهندي في كنز العمال ، ١٢ / ١٩٠ ، حديث رقم ٣٤٦١٠ ، بلفظ : «بدلاء أمتي أربعون رجلا : اثنان وعشرون منهم بالشام ، وثمانية عشر بالعراق ، كلما مات واحد أبدل الله مكانه آخر ، فإذا جاء الأمر قبضوا» وعزاه الهندي لابن عساكر عن أنس بن مالك.