أقول : قضيّة الجمع المحلّى العموم ، فيدخل كلّ من أطاع الحقّ ودخل لجّة التوحيد ، من هنا قيل : إنّ الأبرار الّذين ... هممهم عن المحقّرات فظهرت في قلوبهم ينابيع الحكمة.
نعم هنا تحقيق رشيق وهو أنّ هؤلاء المعصومين عليهم السلام أصول البرّ ، وأقطاب الخير ، فكلّ برّ إليهم راجع ، وكلّ خير بهم واقع ، فمن أطاع الله حقّ الطاعة وفاز بالحبّ الخالص الساذج عن الشوائب الغيريّة ، فهو داخل في زمرة هؤلاء ومخلوق من فضل طينتهم ، معدّ في تعدادهم ؛ كما قال : سلمان منّا أهل البيت. انتهى.
وهذا معنى ما ذكره صاحب «الهياكل» من أنّ أرواح الأنبياء أرواح كلّيّة تشتمل كلّ روح منها على أرواح من يدخل في حكمه ويصير من أمّته ، كما أنّ الأسماء الجزئيّة داخلة في الأسماء الكلّيّة ... إلى آخره.
وكذا من عصى الله وأحرم نفسه عن الفوز بمقام الحبّ الخالص فإنّه ليس من زمرتهم ، خارج عن سلسلتهم ؛ كما قال : ومن رغب عن سنّتي فليس منّي (١).
وقال : ليس منّا من خالف الله واتّبع هواه.
ويدلّ على ذلك التقرير الآيات القرآنيّة الدالّة على أنّ المؤمنين بعضهم من بعض ، والكافرين بعضهم من بعض ، والأخبار في ذلك الباب أكثر من أن تحصى.
الثانية : روي عن الباقر عليه السلام أنّه قال في قوله (عَيْناً يَشْرَبُ) ...
__________________
(١) الكافي ٥ : ٤٩٦.