گاه به ما لطف او گاه بلا مى رسد |
|
صورت اعمال ما است آنچه به ما مى رسد |
ويدلّ على ذلك ما ورد من أنّ القرآن يأتي يوم القيامة على صورة كذا ، والصلاة تأتي على صورة كذا. وهكذا.
وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : الجنّة قاع صفصف ليس فيها عمارة ، فأكثروا من غراس الجنّة في الدنيا ، قالوا : وما غراس الجنّة؟ قال : التسبيح والتهليل ... إلى آخره.
ومن ذلك يرفع استبعاد من أنكر الميزان وقال : إنّ الأعمال من الأعراض فكيف توزن ، فإنّه يتحقّق لها الصور الجوهريّة كما عرفت.
ألا ترى أنّ الصور الذهنيّة قائمة بالذهن حال كونها فيه ، فإذا تحقّقت في الخارج تقوم بذاتها مستقلّة.
والحاصل : إنّ العارف ملتذّ في الدارين ، بخلاف الزاهد ؛ فإنّه يتنعّم بحقائق أعماله في الآخرة خاصّة ، فكم من فرق بين الفريقين :
من كه امروزم بهشت نقد مى بايد به دست |
|
وعده فرداى زاهد را كجا باور كنم |
ثمّ في التعبير بالفعل الدالّ على التجدّد والحدوث دون اسم الفاعل مع أنّه محتمل للحال والاستقبال أيضا إشعار لطيف بأنّ العارف الحقيقيّ الّذي يريد الوصول إلى ساحة التوحيد الأكمل لا يزال جاهدا ساعيا في جميع الأحوال ، بحيث يرتقي في كلّ حال مرتقى ، ويعرج في كلّ آن معراجا ، فلا يعطّل نفسه عن الاستكمال والاستنارة بنور الجمال ، بل يسعى بقدر