المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى ، أولئك خلفاء الله في أرضه ، والدعاة إلى دينه ... (١) إلى آخره.
وفي «إكمال الدين» عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : الأئمّة بعدي إثنا عشر ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم القائم عليه السلام هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على امّتي بعدي ، المقرّ بهم مؤمن ، والمنكر لهم كافر (٢).
وفي «الكافي» عنه صلّى الله عليه وآله قال : إنّي وإثنا عشر من ولدي ، وأنت يا عليّ رزّ الأرض ـ يعني أوتادها وجبالها ـ إلى أن قال ـ : فإذا ذهب الاثنا عشر ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا (٣).
وعن أبي هريرة قال : قلت لرسول الله صلّى الله عليه وآله : إنّ لكلّ نبيّ وصيّا وسبطين ، فمن وصيّك وسبطاك؟ فسكت ولم يردّ عليّ جوابا ، فانصرفت حزينا ، فلمّا كان الظهر قال : ادن يا أبا هريرة منّي ، فجعلت أدنو وأقول : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، ثمّ قال : إنّ الله بعث أربعة آلاف نبيّ وكان لهم أربعة آلاف وصيّ وثمانية آلاف سبط ، فو الذي نفسي بيده ، لأنا خير النبيّين ، ووصيي خير الوصيّين ، وابناي سبطاي خير الأسباط.
ثمّ قال : الحسن والحسين سبطاي من هذه الأمّة ، وأن الأسباط كان من
__________________
(١) انظر : نهج البلاغة ؛ الكلمات القصار : ١٤٧.
(٢) كمال الدين وتمام النعمة ١ : ٢٥٩.
(٣) الكافي ١ : ٥٣٤.