حكيمات ، فأمّا الجاهلات فأخذن مصابيحهنّ ولم يأخذن زيتا ، وأمّا الحكيمات فأخذن زيتا في إناء مع مصابيحهنّ ، فلمّا أبطأ العروس نعسن كلّهنّ ونمن وانتصف الليل ، فصرخ الصوت هاهو ذا العروس قد أقبل ، اخرجن للقائه.
حينئذ قام جميع العذاري وزيّنّ مصابيحهنّ ، فقالت الجاهلات للحكيمات : ادفعن لنا من زيتكنّ ، فإنّ مصابيحنا قد طفئت ، فأجبن الحكيمات وقلن : ليس معنا ما يكفينا وإيّا كنّ ، ولكن اذهبن وابتعن ، فلمّا ذهبن ليبتعن جاء العروس والمستعدّات دخلن معه إلى العرس ، واغلق الباب ، وفي الآخرين بقيّة العذاري قائلات : يا ربّ يا ربّ ، افتح لنا؟ فأجاب ، وقال : الحقّ أقول أنّي ما أعرفكنّ ، اسهروا الآن فإنّكم لا تعلمون اليوم ولا تلك الساعة.
وفي الفصل الثالث والثمانين من ذلك الكتاب : إذا جاء ابن الإنسان في مجده وجميع ملائكته معه حينئذ يجلس على كرسيّ مجده ، ويجمع إليه كلّ الأمم ، فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجدي ، ويقيم الخراف عن يمينه والجدي عن يساره.
حينئذ يقول الملك للّذين عن يمينه : تعالوا إليّ ، ورثوا الملك المعدّ لكم قبل إنشاء العالم ، لأنّي جعت فأطعمتموني ، وعطشت فسقيتموني ، وغريبا كنت فآويتموني ، وعريان فكسو تموني ، ومريضا فعد تموني ، ومحبوسا فأتيتم إليّ.
حينئذ يجيب الصدّيقون ويقولون : يا ربّ ، متى رأيناك جائعا