إلى النعيم ، وهو الإقرار بمحمّد.
وكذا الكافرون بالمسيح قبل العروج ، وبمحمّد قبل الوفاة ؛ الّذين آمنوا بهما بعد العروج والوفاة لقد خرجوا عن الجحيم إلى الجنّة ففازوا بها.
وكذا المؤمنون بمحمّد صلّى الله عليه وآله مثلا الّذين ارتدّوا عن دينه لقد خرجوا عن الجنّة إلى الجحيم ؛ كما قال : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) (١) أي بمحمّد وآله (يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ) (٢) أي ظلمات جحيم الكفر والبعد (إِلَى النُّورِ) (٣) أي إلى نور جنّة الإيمان (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) (٤) أي أنكروا مقام محمّد وآله عليهم السلام (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) (٥) أي النفوس الأمّارة (يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ) (٦) أي من نور الإيمان (إِلَى الظُّلُماتِ) (٧) أي ظلمات الكفر ، فيوم القيامة الكبرى عند هؤلاء الضالّين هو العصر الّذي تطلع فيه شمس الحقيقة عن سماء كينونة الكامل ؛ إذ تحقّق اليوم إنّما هو بطلوع الشمس ، وبغروبها يتحقّق الليل ، فمعنى يوم القيامة هو اليوم الّذي يقوم فيه الكامل لإرشاد المستعدّين إلى مقام اليقين ، ونفس ذلك الكامل هو الجنّة ، فمن عرفه بحقّ العرفان وآمن به بحقيقة الإيمان فقد دخل الجنّة وفاز بنعيمها ، ومن أنكره وأعرض عنه فقد دخل الجحيم وعذّب فيها بعذاب أليم.
أقول : ما ذكروه من أنّ الجنّة هي النفس المقدّسة لا بأس به لقوله عليه السلام إنّ الجنّة هي حبّنا أهل البيت. وقد ورد أخبار كثيرة دالّة على ذلك إلّا أنّ الاعتقاد بأنّه لا جنّة سوى ذلك كما هو من عقائد هؤلاء يوجب خلود صاحبه في النار لإنكاره الضروريّ من دين محمّد صلّى الله عليه وآله ،
__________________
(١) البقرة : ٢٥٧.
(٢) البقرة : ٢٥٧.
(٣) البقرة : ٢٥٧.
(٤) البقرة : ٢٥٧.
(٥) البقرة : ٢٥٧.
(٦) البقرة : ٢٥٧.
(٧) البقرة : ٢٥٧.