ولا دلالة فيها على جعل المنزلين منزلا ، ولعلّهما فهماه من لفظ «جدّ بهما السير» فإنّه في الأكثر كذلك ، فإنّ المنزل معتبر عندهم متعيّن غالبا ، فإذا زاد سيرهم عن المنزل الأوّل يراعون الثاني ، فتأمّل!
وحملهما الشهيد على ما إذا سافرا سفرا غير صنعتهما ، بأن يكون مسيرهما متّصلا كسفر الحجّ (١) ، واستقربه في «المدارك» (٢) ، وفيه ، أنّ نفس الحكم قريب لا التوجيه.
واحتمل في «الذكرى» أن يكون المراد أنّ المكاري والجمال يتمّون ما داموا يتردّدون في أقلّ المسافة أو مسافة غير مقصودة (٣).
وفيه ، أنّ هذا رأي ابن أبي عقيل ، وقد عرفت حاله (٤) ، مضافا إلى بعد إرادته من «جدّ السير».
وفي «الروض» حملهما على ما إذا قصد المسافة قبل تحقّق الكثرة (٥) ، وهو بعيد أيضا.
والعلّامة في «المختلف» حملهما على ما إذا أقاما عشرة أيّام في الوطن ، أو الموضع الذي يذهب إليه (٦) ، على ما سنذكره.
ولعلّه أخذ «جدّ» في قوله عليهالسلام : «جدّ به السير» (٧) من الجديد ، في
__________________
(١) ذكرى الشيعة : ٤ / ٣١٧.
(٢) مدارك الأحكام : ٤ / ٤٥٥ و ٤٥٦.
(٣) ذكرى الشيعة : ٤ / ٣١٧.
(٤) راجع! الصفحة : ١٥٢ من هذا الكتاب.
(٥) روض الجنان : ٣٩٠.
(٦) مختلف الشيعة : ٣ / ١٠٧.
(٧) مرّت الإشارة إلى مصادرها آنفا.