وربّما يؤيّده أيضا ما روي : أنّ الرسول صلىاللهعليهوآله إذا سافر فرسخا قصّر [الصلاة] (١) ، وكذا ما روي : أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام كان يفعل كذلك (٢).
وأمّا مستند ابن إدريس في اعتبار الأذان المتوسّط فقد عرفت.
وأمّا عدم اعتباره خفاء الجدران ، فلأنّ الجدران ربّما لا يخفى في مسير يوم أو أزيد أو أنقص بفرسخ ، أو فرسخين أو أزيد ، لكن يظهر من فرسخين غالبا ، أو أنقص بقليل ، وأين هذا من خفاء الأذان؟ ولذا وقع الاضطراب في تفسيره ، كما ستعرف.
فرع
قال الشيخ مفلح : المراد بخفاء الأذان عدم التمييز بين فصوله فلو سمعه ولم يتميّز فصوله وجب القصر ، والمراد بخفاء الجدران عدم التميّز من البيوت ، فلو رآها وهو لا يميّز عن البيوت وجب القصر. إلى آخر ما قاله (٣).
أقول : المتبادر من قوله عليهالسلام : «لا تسمع [فيه] الأذان» (٤) هو عدم السماع على وجه يظهر أنّه أذان ، بل عدم السماع مطلقا ، إذ لو سمع صوتا ، وقيل له : هذا أذان أو ظنّ أنّه أذان ، لم يظهر دخوله في قوله : «لا تسمع الأذان» بحيث يكون من
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٤ / ٢٢٤ الحديث ٦٥٩ ، الاستبصار : ١ / ٢٢٦ الحديث ٨٠٣ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤٧٢ الحديث ١١١٩٥.
(٢) تهذيب الأحكام : ٤ / ٢٢٤ الحديث ٦٦٠ ، الاستبصار : ١ / ٢٢٦ الحديث ٨٠٤ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤٧١ الحديث ١١١٩٥.
(٣) غاية المرام في شرح شرائع الإسلام : ١ / ٢٢٨.
(٤) وسائل الشيعة : ٨ / ٤٧٢ الحديث ١١١٩٦.