بالامتداد الذهابي فقط ، وليس كذلك ، بل أعمّ منه ومن الامتدادين الذهابي والإيابي بالنحو الذي ذكر عليهالسلام.
فجواب سؤاله هكذا ليس إلّا لتنبيهه وتعليمه وإخراجه عن وهمه.
ومعلوم أنّ الثمانية التي كانت مطّلعا عليها لم تكن مأخوذا فيها قبل الوقوع في يومه ، بل المأخوذ فيها كونها مسافة يوم للمسافر ، بحيث لو اشتغل في طيّها وقطع جميعها ، يكون القطع والطيّ مستوعبا لمجموع يومه.
فالظاهر أنّ هذا هو معنى «شغل يومه» لا أنّه لا بدّ من فعليّة القطع والشغل ، كما أنّ معنى مسيرة يوم أيضا كذلك جزما ، لا فعليّة السير في اليوم.
ويدلّ على ما ذكرناه التعليل المذكور في صحيحة جميل ، عن زرارة ، عنه عليهالسلام (١) ، ورواية «العلل» (٢) وغيرهما ، فلاحظ وتأمّل!
وممّا ذكرنا وقرّرنا ظهر أنّ كلّ خبر ورد بلفظ البريد أو الأربعة يكون المراد مع الرجوع ، لأنّه المتعارف في السفر ، والإطلاق يحمل على المتعارف ، فلعلّ مراد الكليني رحمهالله أيضا ذلك (٣) ، فتأمّل!
مع أنّه معلوم أنّ كلّ تعليل بعلّة لشخص يكون ظاهرا غاية الظهور في أنّ الشخص يعرف حال العلّة ، وإلّا لكان التعليل لغوا ، بل ظاهره ظهور حال العلّة مطلقا وعند الكلّ ، فتأمّل جدّا!
وبالجملة ، لم نجد مستندهم على وجه يكون مستندا.
نعم ، عبارة «الفقه الرضوي» صريحة في مطلوبهم ، إلّا أنّها تتضمّن التخيير مع عدم الرجوع ليومه ، فهي دليل أكثر القدماء لا هؤلاء ، إلّا أن يكون لهؤلاء مانع
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٨ / ٤٦١ الحديث ١١١٧٠ و ١١١٧١.
(٢) وسائل الشيعة : ٨ / ٤٦٦ الحديث ١١١٨٦.
(٣) لاحظ! الكافي : ٣ / ٤٣٢.