أقول : هو رحمهالله ربّما يحكم بحجّية حديث من جهة أنّ الصدوق أورده في «الفقيه» ، لما ذكره في أوّله ، فما ظنّك إذا أورد فيه كثيرا في مواضع متعدّدة مفتيا به كغيره من فقهائنا ، فإنّهم أيضا تمسّكوا به كثيرا ، وانضمّ إليه نقله في «العلل» أيضا ، على وجه يظهر منه اعتماده عليه ، فإنّه رحمهالله يظهر منه فيه أنّه معتمد على ما ذكر في هذه العلل ، فإنّ الموضع الذي لا يرضى به ، أو يتأمّل فيه يتعرّض له البتة.
مع أنّ عبد الواحد ، وعلي بن محمّد شيخان للإجازة ، كما لا يخفى على المطّلع ، وذكرنا حالهما في الرجال (١).
وأنّ العلّامة وغيره أيضا ربّما يحكمون بصحّة حديثه ، أو كونه حجّة (٢) ، مع أنّ شيخ الإجازة ـ أيضا ـ ذكرنا حاله في الرجال (٣) ، فلاحظ.
مع أنّ الصدوق رحمهالله روى في «العيون» ، عن رجاء بن أبي ضحّاك الذي صاحب الرضا عليهالسلام من المدينة إلى خراسان (٤) ، والرواية معتمد عليها عنده ، كما لا يخفى.
بل لعلّه عند الكلّ أيضا كذلك ، لاشتهارها ومقبوليّتها ظاهرا ، بل الصدوق يرجّحها على غيرها من الروايات المعتبرة عنده ، كما فعل في مبحث اختيار السور في الصلوات (٥) وغيره (٦) ، فلاحظ.
ويظهر من مضمون تلك الرواية امور وأحكام صحيحة متقنة معلومة
__________________
(١) تعليقات على منهج المقال : ٢١٦ و ٢٣٨.
(٢) رجال ابن داود : ١٤١ الرقم ١٠٨٤ ، خلاصة الرجال للحلّي : ٩٤ ، جامع الرواة : ١ / ٦٠١.
(٣) تعليقات على منهج المقال : ٢٣٨.
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ١٩٤ الحديث ٥ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٥٣٩ الحديث ١١٣٨٦.
(٥) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٢ الحديث ٩٢٣.
(٦) لاحظ! عيون اخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ١٩٤ ـ ١٩٦.