وهو البطائني ـ عن الصادق عليهالسلام : غسل العيدين أواجب هو؟ فقال : «[هو] سنّة» ، فقلت : فالجمعة؟ فقال : «[هو] سنّة» (١).
والدلالة في غاية الوضوح ، لأنّ السنّة هنا في مقابل الواجب ، والسند منجبر بالشهرة.
وما رواه الكليني والشيخ ـ في الصحيح ـ عن الحسين بن خالد ، عن الكاظم عليهالسلام أنّه سأله كيف صار غسل يوم الجمعة واجبا؟ قال : «إنّ الله أتمّ صلاة الفريضة بصلاة النافلة ، و [أتمّ] صيام الفريضة بصيام النافلة ، و [أتمّ] وضوء النافلة بغسل [يوم] الجمعة ما كان [في ذلك] من سهو ، أو تقصير [أو نسيان] ، أو نقصان» (٢).
ورواه في موضع آخر : «وأتمّ وضوء الفريضة بغسل [يوم] الجمعة» (٣) ، ولا يخفى ظهورها في الاستحباب.
وما رواه الكليني والشيخ ، عن الأصبغ قال : كان علي عليهالسلام إذا أراد أن يوبّخ الرجل قال : «والله. لأنت أعجز من تارك الغسل يوم الجمعة ، فإنّه لا يزال في طهر إلى يوم الجمعة الاخرى» (٤).
وهذه أيضا ظاهرة في الاستحباب ، بملاحظة التعليل المذكور في مقام التوبيخ ، فيظهر من هذه الرواية والرواية السابقة حال الكليني أيضا ، وأنّه ما كان
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ١ / ١١٢ الحديث ٢٩٧ ، الاستبصار : ١ / ١٠٣ الحديث ٣٣٥ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣١٤ الحديث ٣٧٣٩.
(٢) الكافي : ٣ / ٤٢ الحديث ٤ ، تهذيب الأحكام : ١ / ١١١ الحديث ٢٩٣ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣١٣ الحديث ٣٧٣٤.
(٣) تهذيب الأحكام : ٣ / ٩ الحديث ٢٩.
(٤) الكافي : ٣ / ٤٢ الحديث ٥ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٩ الحديث ٣٠ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣١٨ الحديث ٣٧٥١ مع اختلاف يسير.