ـ أحدها أن يكون حكيما (١).
ـ والثاني أن يكون عالما حافظا للشرائع والسنن والسير التي دبرها الأولون للمدينة ، محتذيا بأفعاله كلها حذو تلك بتمامها (٢).
ـ والثالث أن يكون له جودة استنباط فيما لا يحفظ عن السلف فيه شريعة ، ويكون فيما يستنبطه من ذلك محتذيا حذو الأئمة الأولين (٣).
ـ والرابع أن يكون له جودة رويّة وقوة استنباط لما سبيله أن يعرف في وقت من الأوقات الحاضرة من الأمور والحوادث التي تحدث مما ليس سبيلها أن يسير فيه الأوّلون ، ويكون متحريا بما يستنبطه من ذلك صلاح حال المدينة (٤).
ـ والخامس أن يكون له جودة ارشاد بالقول إلى شرائع الأولين ، وإلى التي استنبط بعدهم مما احتذى فيه حذوهم (٥).
ـ والسادس أن يكون له جودة ثبات ببدنه في مباشرة أعمال الحرب ، وذلك أن يكون معه الصناعة الحربية الخادمة والرئيسة (٦).
ـ فإذا لم يوجد انسان واحد اجتمعت فيه هذه الشرائط ولكن وجد اثنان ، أحدهما حكيم ، والثاني فيه الشرائط الباقية ، كانا هما
_________________
١) الحكمة.
٢) حفظ الشرائع السابقة.
٣) جودة استنباط شرائع جديدة محتذيا حذو أسلافه.
٤) جودة روية في استنباط شرائع لا يحذو فيها حذو أسلافه.
٥) جودة ارشاد الناس إلى شرائعه.
٦) قدرة على الحرب.