حق هؤلاء ان كانوا أولئك غلبوا عليه ، فتصير كل طائفة فيها قوتان : قوة تغالب بها وتدافع ، وقوة تعامل بها. وهذه التي بها تدافع ليست لها على أنها تفعل ذلك بارادتها ، لكن يضطرها إلى ذلك بما يرد عليها من خارج. وهؤلاء على ضد ما عليه أولئك ، فان أولئك يرون أن المسالمة لا بوارد من خارج ، وهؤلاء يرون أن المغالبة لا بوارد من خارج. فيحدث من ذلك هذا الرأي الذي للمدن المسالمة (١).
_________________
١) رأي يقول إن التغالب يكون بين الأنواع المختلفة للموجودات : بين الحيوان والانسان مثلا أما الناس فيربطهم رباط الانسانية ولذا ينبغي أن يتسالموا.