أجزاء الحول. ولأن الجزء الذي كان فيه ليس هو في وقت أولى به من وقت ، فيجب أن يكون له ذلك دائما. وإذا لم يمكن أن يكون ذلك الجزء له دائما على أن يكون واحدا بالعدد ، وصار واحدا بالنوع ، بأن يوجد له حينا ولا يوجد له حينا. ثم يعود إلى شبيهه في النوع ، ثم يتخلى عنه أيضا مدة ، ثم يعود إلى شبيه له ثالث ، ويتخلى عنه أيضا مدة ، ثم يعود إلى شبيه له رابع؛ وهكذا له أبدا (١).
فظاهر أن (الأجزاء) التي عنها يتحرك ، ويتبدل عليها ، ويعود إليها ، هي في نسبتها إلى الجسم الذي يوجد السماء حوله. ومعنى النسبة أنه يقال هذا لهذا ، وهذا من هذا ، وما شاكل ذلك من قبل أن معنى الأين هو نسبة الجسم إلى سطح الجسم الذي ينطبق عليه. وكل جسم سمائي في كرة ، أي دائرة مجسمة. فإن نسب أجزائه إلى أجزاء سطح ما تحتها من الأجسام تتبدل دائما ، ويعود كل واحد منها في المستقبل من الزمان إلى أشباه النسب التي سلفت (٢).
ونسبة الشيء إلى الشيء هي أخس (عرض) ما يوجد له وأبعد الأعراض عن جوهر الشيء. ولكل واحد من الاكر والدوائر المجسمة التي فيها حركة على حيالها ، فاما أسرع أو أبطأ من حركة الأخرى ، مثل كرة زحل وكرة القمر ، فإن كرة القمر أسرع حركة من كرة زحل (٣).
_________________
١) الأجسام السماوية تفارق الثواني في أنها متحركة والحركة دليل النقص.
٢) الأين هو نسبة الجسم الى سطح الجسم الذي ينطبق عليه.
٣) والنسبة هي أخس أعراض الشيء.