تحتها ، وتبعد أحيانا عنه ، وتظهر أحيانا وتستر أحيانا. فتلحقها هذه المتضادات لا في جواهرها ، ولا في الأعراض التي تقرب من جواهرها ، بل في نسبها ، وذلك مثل الطلوع والغروب ، فإنهما نسبتان لها إلى ما تحتها ، متضادتان. والجسم السماوي أول الموجودات التي تلحقها أشياء متضادة. وأول الأشياء التي يكون فيها تضادّ هي نسب هذا الجسم إلى ما تحته ، ونسب بعضها إلى بعض. وهذه المتضادات هي أخس المتضادات؛ والتضاد نقص في الوجود. فالجسم السمائي يلحقه النقص في أخس الأشياء التي شأنها أن توجد (١).
وللأجسام السماوية كلها أيضا طبيعة مشتركة ، وهي التي صارت تتحرك كلها بحركة الجسم الأول؛ منها حركة دورية في اليوم والليلة؛ وذلك أن هذه الحركة ليست لما تحت السماء الأولى قسرا ، إذ كان لا يمكن أن يكون في السماء شيء يجري قسرا (٢). وبينها أيضا تباين في جواهرها من غير تضاد ، مثل مباينة زحل للمشتري ، وكل كوكب لكل كوكب ، وكل كرة لكل كرة (٣). ثم يلحقها ، كما قلنا ، تضاد في نسبها ، وان تتبدل تلك النسب ومتضاداتها وتتعاقب عليها ، فتتخلى من نسبة ما وتصير إلى ضدها ، ثم تعود إلى ما كانت تخلت منه بالنوع لا بالعدد ، فيكون لها نسب تتكرر ، ويعود بعضها في مدة
_________________
١) وتختلف أيضا في العرض فتسرع حول الأرض حينا وتبطئ حينا وتقترب من بعضها أو تبتعد وتظهر أحيانا وتستتر أحيانا.
٢) للأجسام السماوية طبيعة مشتركة هي الحركة الدورية.
٣) وهي تتباين في جواهرها من غير تضاد.